عواصم - وكالات: كشف كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذين يشرفون على المراجعة الاستخباراتية لأصول فيروس "كورونا" عن أن "نظرية تسرب الفيروس خطأ من مختبر في مدينة ووهان الصينية موثوقة مثل احتمال ظهوره بشكل طبيعي في البرية، وهو تحول وصفته شبكة "سي إن إن" الأميركية بالجذري، اذ كان الديمقراطيون قللوا قبل عام من أهمية ما يسمى نظرية التسرب في المختبر.وبعد مضي أكثر من 45 يوما على مسعى الرئيس جو بايدن المتجدد، الذي حدده بـ 90 يومًا للعثور على إجابات حول منشأ الفيروس، لا يزال مجتمع الاستخبارات منقسماً بشدة حول ما إذا كان الفيروس قد تسرب من مختبر ووهان أو انتقل طبيعيا من الحيوانات إلى البشر في البرية.وقال مسؤولون أميركيون، لم تذكر القناة هويتهم، ان: "القليل من الأدلة الجديدة ظهرت لتحريك البوصلة في اتجاه أو آخر، لكن حقيقة أن نظرية التسرب في المختبر يتم النظر فيها بجدية من كبار مسؤولي الادارة وهي جديرة بالملاحظة، وتأتي وسط انفتاح متزايد على الفكرة رغم أن معظم العلماء الذين يدرسون فيروسات "كورونا" والذين حققوا في أصل الوباء يقولون إن الأدلة تدعم ايضا فكرة المنشأ الطبيعي للفيروس".واكدت المصادر أن "المعلومات الاستخباراتية الحالية تعزز، حتى الآن، الاعتقاد أن الفيروس نشأ على الأرجح طبيعيا عبر الاتصال بين الإنسان والحيوان ولم تتم هندسته بشكل متعمد".واستدركت قائلة: "لكن هذا لا يمنع احتمال أن يكون الفيروس نتيجة لتسريب عرضي من معهد ووهان لعلم الفيروسات، حيث أجريت أبحاث فيروس "كورونا" على الخفافيش، رغم أن العديد من العلماء المطلعين على البحث يؤكدون أن مثل هذا التسرب غير مرجح".وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوسن قال يوم الخميس الماضي: "من السابق لأوانه استبعاد احتمال أن يكون تسرب الفيروس من المختبر قد أدى إلى انتشار الوباء".
فيما حض الصين "على تقديم معلومات مباشرة حول حالة هذه المعامل قبل الجائحة وفي بدايتها".في المقابل، قال العلماء الذين وجدوا أدلة جينية قوية على أن الفيروس جاء من حيوان، إنهم يرغبون أيضا بالوصول إلى ما تعرفه الصين عن بدايات الوباء، موضحين أنهم لا يستطيعون إثبات هذه الفرضية دون الوصول إلى العينات المبكرة.ومع تقدم المراجعة، بدأ البيت الأبيض أيضا في توجيه تهديدات علنية، اذ حذر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بكين الشهر الماضي "من عواقب محتملة"، وقال في حديث الى شبكة "فوكس نيوز" إن: "الصين ستواجه عزلة دولية إذا لم تتعاون مع التحقيقات". اضاف: "إذا اتضح أن الصين ترفض الوفاء بالتزاماتها الدولية، فسيتعين علينا النظر في ردودنا خلال تلك المرحلة".وذكر مصدر مطلع على المراجعة الجارية أن العديد من كبار المسؤولين في الإدارة، بما في ذلك سوليفان، يرون أن نظرية تسرب المختبر العرضية معقولة بالقدر نفسه مثل نظرية الأصول الطبيعية للفيروس. في السياق ذاته، طالبت منظمة الصحة بالتدقيق في أنشطة مختبرات صينية حول "كورونا"، وتحدث المدير العام للمنظمة عن تقصير بكين في تقاسم "بيانات أولية حول الفيروس"، لكن الخارجية الصينية اعتبرت أن "بعض المعلومات المتعلقة بالحياة الخاصة لا يمكن نسخها وإخراجها من البلاد".كما أعلنت منظمة الصحة العالمية، اول من امس "أن المرحلة الثانية من التحقيق حول منشأ الفيروس يجب أن تشمل مزيداً من الدراسات في الصين وتدقيقاً في أنشطة مختبرات".