الدولية
واشنطن: حكومة مادورو "غير شرعية" وندعوه إلى تسليم السلطة
الخميس 24 يناير 2019
5
السياسة
كاراكاس، عواصم - وكالات: فيما أعلنت الأمم المتحدة عقد جلسة طارئة بشأن فنزويلا غد السبت، اعتبر وزير دفاع فنزويلا، فلاديمير بادرينو، أمس، ما حدث في البلاد بمثابة "انقلاب" ضد الرئيس نيكولاس مادورو.وقال في مؤتمر صحافي: "أؤكد حدوث انقلاب ضد الهياكل المؤسساتية والديمقراطية والرئيس الشرعي، نيكولاس مادورو". وجرت يوم الإثنين الفائت، محاولة فاشلة لانقلاب عسكري، وتم اعتقال المشاركين فيه. وكانت الولايات المتحدة قد اعترفت، في وقت سابق، بالرئيس الجديد للبرلمان الفنزويلي المعارض، خوان غوايدو، رئيسا للبلاد بدلا من نيكولاس مادورو.في حين أعلن رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، أول من أمس، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وأمهل الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.وردا على ذلك، دعا رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي نصب نفسه رئيسا بالوكالة، البعثات الدبلوماسية الأجنبية إلى مواصلة عملها في البلاد.ووصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحكومة الفنزويلية بأنها "غير شرعية" و"غير ديمقراطية"، مؤكدا دعم واشنطن لرئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو، الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد واعترفت به الولايات المتحدة، وبعض الدول الإقليمية والدولية، داعيا مادورو بتسليم السلطة إلى غوايدو.وكانت الخارجية الروسية حذرت من أن الأحداث في فنزويلا، "وصلت إلى نقطة خطيرة"، منتقدة بشدة تصرفات الولايات المتحدة في هذا الشأن، مشددة على ان "التدخل الخارجي في فنزويلا... يهدد بكارثة". وأشارت الخارجية الروسية في بيان أصدرته، أمس، إلى أن "الخصوم المتشددين لحكومة فنزويلا، بعد فشل محاولاتهم الإطاحة برئيس البلاد نيكولاس مادورو، بما ذلك مخطط اغتياله، لجؤوا إلى أخطر سيناريو".وأضافت الخارجية أن إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي، زعيم المعارضة، خوان غوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد والاعتراف الفوري بذلك من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية جاء في مسعى لتعميق الانقسام داخل المجتمع الفنزويلي وزيادة حدة مواجهات الشوارع ونسف الاستقرار الداخلي للبلاد بصورة جذرية، والاستمرار في تصعيد الأزمة.وحذر البيان من أن إنشاء حكم ثان مواز في فنزويلا يجري على ما يبدو بتخطيط مسبق، وهو السبيل المؤدي مباشرة إلى الفوضى وتدمير ركائز الدولة، لافتا إلى أن هذه الاستراتيجية قد أودت بأرواح أوائل ضحاياها بين الفنزويليين.وتابع البيان، "ندين بشكل حازم من يدفع المجتمع الفنزويلي نحو هوة الفتنة الدموية، ونرى في تصرفات واشنطن المتعجرفة استعراضا جديدا لتجاهل معايير ومبادئ القانون الدولي عموما ومحاولة لتأدية دور الحاكم المعلن ذاتيا الذي يقرر مصير الشعوب الأخرى".وأعلن الكرملين أنه لا اتصالات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الأوضاع في فنزويلا.وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية إن "كاراكاس شريك مهم لروسيا وموسكو مهتمة بالحفاظ على العلاقات الطيبة وتطويرها، وأن الكرملين يرى أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير الوضع في فنزويلا على سوق النفط"، مشددا على ان "الحديث عن التدخل العسكري خطير للغاية".وذكرت قناة تلفزيونية ووسائل إعلام محلية، أن اشتباكات عنيفة دارت في أحد أحياء العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وسمع دوي انفجارات قوية، في المواجهات الدائرة بين قوات الشرطة والمتظاهرين.من جانبها، أعــلنت وزارة الــخارجية الأمــيركية، أول مـن أمس، أن نيكـولاس مادورو ليــست لديه سلطة لقــطع العلاقات الدبلومــاسـية بـين كاراكاس وواشنطن، وذلك بعدما أمهل الزعيم الاشتراكي الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة فنزويلا.ورحبت الوزارة بأن خوان غوايدو، الذي أعلن نـفسه رئيسًا بالوكالة لفنــزويلا، قام بإبلاغ "جــــميع البــعثات الدبلوماسية بأن فنزويلا تعتزم الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع كل الدول".وأضافت "ندعو الجيش وقوات الأمن الفنزويلية إلى مواصلة حماية رفاه جميع المواطنين الفنزويليين، وكذلك المواطنين الأميركيين وسواهم من الأجانب في فنزويلا". وشدّدت على أن "الولايات المتحدة ستتخذ التدابير المناسبة لتحميل المسؤولية لأي شخص يُهدّد سلامة بعثتنا وموظفيها".وتعهد الرئيس دونالد ترامب بأن "تلقي الولايات المتحدة بكل ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا".وحذرت الولايات المتحدة من ان "كل الخيارات" ستكون مطروحة إذا استخدم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوة في المواجهة مع قادة المعارضة.ولم يستبعد مسؤول أميركي، طالبا عدم الكشف عن اسمه، صراحة تدخلا عسكريا من نوع ما.وأعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، أول من أمس، أنّ الجيش يرفض إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه "رئيسا بالوكالة" لفنزويلا.وأمرت المحكمة العليا الفنزويلية -وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد وتتألف من قضاة يعتبرون مؤيدين للنظام- بإجراء تحقيق جنائي ضد نواب البرلمان متهمة إياهم بـ"مصادرة" صلاحيات الرئيس مادورو.من جانبه، أعلن وزير الخارجية الجورجي، ديفيد زالكالياني، اعتراف بلاده برئيس برلمان فنزويلا، المعارض خوان غوايدو كرئيس مؤقت لهذا البلد، وبذلك تكون جورجيا أول دولة سوفيتية سابقة تعترف به رئيسا، في حين اعربت الحكومة الكوبية عن "دعمها الحازم" لمادورو.وأعلنت منظمة الدول الأميركية وتضم 35 دولة في أميركا الشمالية والجنوبية، اعترافها بالرئيس المؤقت غوايدو.وبينما قالت فرنسا إنها تتشاور مع شركائها الأوروبيين قبل إعلان موقفها من تطورات فنزويلا أعرب رئيس المفوضية الأوروبية دونالد تاسك عن أمله في أن "تدعم كل أوروبا القوى الديمقراطية في فنزويلا".وعلى الصعيد الميداني، قالت منظمة غير حكومية معنية بحقوق الإنسان إن 13 شخصا قتلوا خلال يومين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في فنزويلا.