طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن ستستمر في مواجهة أنشطة إيران وعدوانها سواء في الشرق الأوسط أو خارجه، بغض النظر عن النجاح أو الفشل بالعودة إلى الاتفاق النووي، قائلا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا، "لا توجد اتفاقية وشيكة لأن الإيرانيين يواصلون إدخال قضايا خارجية في المناقشات حول الاتفاق النووي، وطالما استمروا في القيام بذلك فلا توجد إمكانية ولا احتمال للتوصل إلى اتفاق"، إلا أنه جدد التأكيد على أن واشنطن لا تزال تعتقد أن "الحل الديبلوماسي للتحدي الذي يمثله برنامج إيران النووي يظل أفضل طريق للمضي قدما".وشدد على "أننا لا نزال مصممين على ألا تمتلك إيران أبدا سلاحا نوويا أو القدرة على بناء سلاح نووي، بما في ذلك المواد الانشطارية اللازمة لتزويده بالوقود"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "ستستمر سواء مع الصفقة أو بدونها، في اتخاذ كل خطوة ضرورية للتعامل مع أنشطة وعدوان إيران سواء كان ذلك في الشرق الأوسط أو خارجه".من جانبهم، دان قادة الاتحاد الأوروبي في ختام قمتهم التي استمرت يومين ببروكسل، ما وصفوه بالاستخدام "غير المبرر" للعنف ضد المتظاهرين السلميين لا سيما النساء، وأشادوا بالعقوبات ضد مرتكبي الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، داعين إيران للوقف الفوري لحملة القمع العنيفة ضد المتظاهرين السلميين والإفراج عن المعتقلين في إطار الاحترام الكامل لحقوقهم المدنية والسياسية.وفيما تصاعدت انتفاضة مهسا أميني، استيقظت مدينة زهدان على دمار جديد أمس، حسبما أظهر التلفزيون الرسمي، وذلك بعد احتجاجات عقب صلاة الجمعة، نجم عنها تدمير وتخريب في المتاجر وبعض الممتلكات العامة، وتضررت أجهزة الصراف الآلي، في حين خرجت طواقم التنظيف لإزالة آثار الخراب والفوضى.وجاء اندلاع الاحتجاجات في زهدان مع استمرار التظاهرات في جميع أنحاء إيران، بينما نقلت وكالة "إرنا" عن قائد الشرطة الإقليمي أحمد طاهري، قوله إن الشرطة اعتقلت نحو 57 شخصا خلال احتجاجات الجمعة في مدينة زاهدان، وقال التلفزيون الرسمي إن نحو 300 محتج شاركوا في مسيرة في المدينة بعد صلاة الجمعة.
وأظهرت مقاطع فيديو محتجين في زاهدان يهتفون "الموت للدكتاتور" و"الموت للباسيج"، وقال رجل الدين السني البارز في زاهدان مولوي عبد الحميد، إن كبار المسؤولين الإيرانيين يتحملون المسؤولية عن القتلى الذين سقطوا، متسائلا في خطبة الجمعة "بأي جريمة قتلوا؟ المسؤولون وخامنئي الذي يقود القوات المسلحة جميعهم مسؤولون أمام الله".وفي مقاطع فيديو في مدينة تبريز، ظهر محتجون يهتفون مرددين كلمة "العار" في وجه شرطة مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.من جهتها، قالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا" إن 244 محتجاً لاقوا حتفهم في الاضطرابات من بينهم 32 قاصراً، مضيفة أن السلطات ألقت القبض على 12500 شخص في الاحتجاجات التي اندلعت في 114 مدينة وبلدة ونحو 81 جامعة.في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن تصريحات الأميركيين تتناقض مع سلوكهم، موضحا أن طهران تلقت رسالة من واشنطن قبل ثلاثة أيام، مضيفا أن الأميركيين مستمرون في تبادل الرسائل معنا، مردفا "لن نتفاوض مع الجانب الأميركي لتقديم تنازلات، وسوف نتحرك في إطار منطقي واتفاق يحترم الخطوط الحمر لإيران، لكن في نفس الوقت لن نغادر طاولة المفاوضات أبدا"، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تعطي الأولوية فحسب إلى الاتفاق النووي، وإنما تستعجل لتحقيقه.من جانبه، استنكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني المزاعم الواردة في البيان المشترك لألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بشأن استخدام المسيرات الإيرانية في حرب أوكرانيا، مدينا بشدة فرض مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والحكومة البريطانية عقوبات على أساس الذرائع الواهية التي لا أساس لها.