الدولية
واشنطن: لن نقبل أن تُطوِّر طهران صواريخ تُهدِّد المنطقة
الأربعاء 12 ديسمبر 2018
5
السياسة
طهران- وكالات: شدد المشاركون في اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث الملف النووي الإيراني أمس، على ضرورة وقف أنشطة إيران المزعزة للاستقرار، فيما أعلنت أميركا عن تشكيل تحالف مع شركائها في المنطقة لمواجهة هذه الأنشطة.ودعا ممثل الاتحاد الأوروبي في الجلسة إيران "لوقف كل تجاربها الصاروخية المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، معتبراً أن "تقرير الأمم المتحدة بشأن إيران يذكي التوترات الإقليمية".وقال إن إيران تواصل الالتزام بتطبيق الاتفاق النووي، مضيفاً: "نواصل التأكد من عدم تطوير إيران أي سلاح نووي. لا نرى أي بديل سلمي مع إيران من دون الاتفاق النووي. نتوقع من مجلس الأمن الاستمرار في دعم الاتفاق".من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن "إيران انتهكت قرارات مجلس الأمن بإجرائها تجارب صاروخية جديدة. إيران تمتلك مئات الصواريخ التي تهدد أمن شركائنا"، مضيفاً أن "صواريخ إيران التي يستخدمها الحوثيون تهدد دول المنطقة.. صواريخ إيران الباليستية تهدد عواصم أوروبية عدة ". وحذر من أنه "إذا لم نتحرك جماعيا فإيران ستواصل تطوير صواريخها الباليستية"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة لن تقبل أن تطور إيران صواريخ تهدد المنطقة". واعتبر أن "مساءلة إيران تراجعت، لذلك تزايدت المخاطر جراء سلوكها".وأكد أن أميركا تسعى لإعادة فرض قيود الأمم المتحدة السابقة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، معتبراً أن "مجلس الأمن الدولي يجب ألا يرفع حظر الأسلحة المفروض على إيران في 2020"، وداعيا لفرض إجراءات للتفتيش في الموانئ وأعالي البحار لمكافحة تجارة الأسلحة الإيرانية.وذكّر بأن "إيران تستضيف تنظيم القاعدة وتدعم الإرهابيين في المنطقة، وفي لبنان"، كما أنها "تواصل إثارة الصراعات في العراق واليمن"، مشدداً على أن "إيران لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة وتدعم الإرهابيين في العالم". وتابع: "النظام الإيراني يواصل تصدير سياسته الثورية"، معتبراً أن "على إيران تغيير سياستها في المنطقة".وأكد أن "علاقاتنا مع حلفائنا في المنطقة ستبقى بالصدارة. سنقوم بتأسيس تحالف مع شركائنا في المنطقة لمواجهة إيران".بدوره، اعتبر مندوب فرنسا في الأمم المتحدة أن "انهيار الاتفاق النووي مع إيران سيمثل انتكاسة كبيرة. سنواصل دعمنا للاتفاق النووي طالما احترمت إيران التزاماتها"، إلا أنه اعتبر أن "على إيران وقف أنشطتها المزعزعة في المنطقة".بدوره، اعتبر ممثل بريطانيا أنه "يجب تقييد أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، مؤكداً أن "إيران تتحدى مجلس الأمن عبر تصدير الميليشيات والأسلحة إلى دول المنطقة". وقال إنه يتوجب على إيران اتخاذ خطوات تبدد مخاوف مجلس الأمن.في غضون ذلك، هدد المتحدث باسم عمال شركة "فولاذ الأهواز" جنوب غرب إيران كريم سياحي، أمس، بأن عمال الشركة الذين يواصلون احتجاجاتهم منذ نحو شهر، سوف يزلزلون المحافظة إذا لم تلب الحكومة مطالبهم حتى يوم السبت القادم.وكان العمال تجمعوا أمس، كما في الأيام السابقة، أمام مكتب نائب المرشد خامنئي في المحافظة، وسط مدينة الأهواز، وهم يهتفون بشعارات ضد الحكومة، للمطالبة بحقوقهم وتحسين ظروفهم المعيشية.وتجمع العمال في البداية أمام مبنى المصرف الوطني الإيراني "بنك ملي"، وهتفوا بشعارات ضد "المافيا الاقتصادية"، بعدها ساروا متوجهين إلى شارع "الإمام الخميني"، حيث يقع مكتب نائب المرشد خامنئي، موسوي جزائري، وأمام مكتب نائب المرشد، هتف كريم سياحي: "نرفض الذل.. صوتي هو صوت جميع العمال.. إذا لم تحل مشكلة فولاذ الأهواز حتى يوم السبت، فسنزلزل المحافظة".إلى ذلك، حض المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي الايرانيين أمس، على الحفاظ على وحدتهم، قائلا إن "الولايات المتحدة ستستغل الانقسامات، ومن المرجح أن تدبر مؤامرات ضد ايران في 2019". وقال خامنئي في كلمة نشر نصها على موقعه الالكتروني إنه "يتعين على الجميع اليقظة لان عدوتنا أميركا خبيثة وشريرة... وربما تكون لديها خطط لعام 2019"، مضيفا "لكننا أقوى منهم وسيفشلون كما فشلوا في الماضي".وقال: "نصيحتي للامة الايرانية خاصة للشباب والمؤسسات المختلفة في البلاد سواء المهنية أو السياسية هي توخي الحذر وألا تسهلوا الامر على العدو".إلى ذلك، كشفت مصادر استخباراتية أميركية عن نقل النظام الإيراني محطاته الاستخباراتية من دول الاتحاد الأوروبي شرقاً إلى دول البلقان، بعد إحباط محاولات عدة لعمليات تفجير واغتيالات ضد مجموعات المعارضة الإيرانية، واعتقال عملاء الاستخبارات الإيرانية في كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا والدنمارك والسويد والنرويج.ونقل موقع "ذي غلوب بوست" الأميركي عن المصادر الاستخباراتية قولها، إن نظام طهران بدأ ينشر عناصر مخابراته سراً في دول مثل بلغاريا ومقدونيا وكوسوفو وغيرها، لتكون قواعد لوجستية للتخطيط لعملياته الإرهابية، مضيفة أن الوجود الإيراني الخفي هناك بدأ بالظهور جلياً، حيث كلفت أجهزة مخابرات طهران عملاء ميليشيات "حزب الله" اللبناني، الذين دخلوا أوروبا بسهولة في ظل تراخي الأمن وغياب قوانين مكافحة الإرهاب في دول أوروبا الشرقية، بهذه المهام.وأكدت المعلومات أن الوجود الإيراني في البلقان لم يحصل بعد عــلى التــركيز الكــافي في تــلك المنطقة التي أصــبحت موضع اهتمام كبــير بالنسبة لطهران، كقواعد لوجســتية "هادئة" بعــيدة عن تركيز وكالات الأمن والاستخبارات العالمية، مع تراخي الأمن وضعف المؤسسات وتفشي الفساد في هذه البلدان.