طلال السعيدواقع الحال يا حكومتنا الرشيدة يقول، وبكل صراحة، انه لو لا مخالفي قانون الاقامة وعددهم الكبير جدا الذي تجاوز 200 الف مخالف لتوقفت الاحوال في كل الكويت، وليس في مكان دون مكان، فالعمالة المنزلية الهاربة تستخدمها مكاتب الخدم الوهمية بتأجيرها بالساعة على بيوت الكويتيين لاعمال النظافة، بعد ان اصبح مستحيلا جلب عاملات المنزل بسبب تعنت الحكومة واجراءاتها المعقدة، فأصبحنا كلنا نستعين بتلك المكاتب ونشغل الهاربين، ونخالف القانون، وليس هناك حل آخر. اما عمال التنظيف، والتحميل، والتنزيل الذين يتجمعون في اماكن معينة في كل المناطق، هم كذلك اما هارب من كفيله، او يعمل عند غير الكفيل، وكلها تعتبر مخالفات، إلا ان الشعب مضطر بسبب شح العمالة لتشغيلهم، والمزارع كلها، من دون استثناء، تعتمد على المخالفين، فموسم الزراعة على الابواب والعمالة متوقفة، فاما تشغيل المخالفين والا الخسارة، فماذا تختار الحكومة لنا؟كذلك عمال المناولة في شبرة الخضار، والاسواق المركزية، وفروع الجمعيات، واسواق الاغنام والاسواق الاخرى، كلهم من المخالفين، ونحن نعلم عنهم، لكننا مضطرون لهم بعد ان احكمت الحكومة اقفال منافذ الحياة علينا. والأدهى والأمرّ ان اجراءات حكومتنا الرشيدة تسير من سيئ الى أسوأ، وليس هناك انفراج، ولا نستفيد من تجارب الآخرين، مع الاسف، بل اكثر من ذلك اصبحنا كلاعب المنتصف في فريق القدم الذي يهيئ الاهداف للاعب الهجوم، فنحن نهدي دول الجوار فرصا استثمارية بسبب تعقيد اجراءاتنا، فندفع بعمالتنا دفعا للحجر والانتظار في دول الجوار، حتى الشهادات الصحية يصدقونها في دول الجوار لتصبح صالحة عندنا بعد ان كانت بالامس مرفوضة، فمن الذي استفاد من هذا كله؟ ولكي نكون صريحين ايضا، فالإجراءات الحكومية هي التي اضطرتنا للتحايل، وكأنها تربي فينا نزعة الشر حتى اصبحنا كلنا نخالف القانون، ونحن نبتسم، ولا أتصور ان بيوت كبار المسؤولين تخلو من المشكلة نفسها، إلاّ اننا لا نعرف كيف يتغلبون عليها اذا لم يخالفوا القانون؟ المحصلة النهائية تقول: ان هناك فشلا ذريعا بادارة الازمة، وان هناك اهمالا متعمدا لجوانب انسانية تمس حياتنا اليومية بشكل مباشر، حتى بتنا متأكدين ان المواطن الكويتي البسيط موقعه في آخر سلم اولويات الحكومة، فما الذي سوف يقوله وزير الصحة لذلك المواطن البسيط كبير السن الذي يراجع المستوصف كل صباح بعد ان سافر سائقه الخاص، وما الذي سوف يقوله الوزير لتلك الارملة العاجزة بعد ان سافرت عاملة منزلها وهي لاتستطيع الحراك؟ لقد بلغ السيل الزبى، ولم نعد نحتمل اكثر، فهم يضحكون علينا حين يقولون إن منظمة الصحة العالمية أشادت بإجراءات دولة الكويت، ونحن نعاني الأمرين...زين.
[email protected]