الأخيرة
...والقادم أصعب!
الاثنين 10 أكتوبر 2022
5
السياسة
طلال السعيددبَّ الخلافُ بين الأعضاء المُنتخبين قبل أن يفتتح المجلس دور انعقاده، فهذا دعي الى الاجتماع، وهذا لم يدع، ولم يوفق رئيس مجلس الوزراء بالتشكيل الوزاري، اذ بعد صدور المرسوم، استقال الوزير المحلل وشن المنتخبون الهجوم على التشكيل، وتم تأجيل جلسة الافتتاح، وثار لغط حول دستورية التأجيل... والقادم اصعب!واضح أن الامور تتجه الى نفق مظلم، او صدام قد يفتعله البعض، لكنه قابل للاشتعال، ففي النفوس ما فيها، وهناك من يخطط ويفتعل الازمات ليثبت للجميع أن العجلة لن تدور إلا بمباركته، وهناك اسماء يحاولون اقصاءها، ليس عن التشكيل الحالي فقط، بل عن تشكيلات مقبلة، وهنا مربط الفرس!قد يقول البعض ما لنا وصراعاتهم، متناسيا ان العجلة لن تدور واهلها يتصارعون والصراع أكبر بكثير من الخلاف في الرأي الذي لا يفسد للود قضية!كثير من المشكلات والازمات التي مرت علينا كان علاجها القرار الحاسم القوي المناسب، والذي يتخذ في الوقت المناسب، ولو لم يتخذ القرار، او أنه اتخذ بعد فوات أوانه لكانت النتيجة ازمة تلد ازمة، حتى حل المجلس الماضي، بعد ان استفحل الخلاف، وبمباركة شعبية.لكن كانت الارادة الشعبية عكس المتوقع، واثبتت نتيجة الانتخابات ان الناخبين يبحثون عن اصحاب الصوت العالي والطرح المؤجج، ويبحثون عن "وهم الرمز" ليلتفوا حوله، متصورين انه طوق النجاة، ولست انا من يقول ذلك انما نتائج الانتخابات هي التي تقول فهل استوعب الدرس؟الحكومة التي لم تر النور، او قتلت بعد ولادتها مباشرة، خالية من الرموز التي يمكن للشعب الكويتي الالتفاف حولها، ولا بد من ايجاد "رمز حكومي"، يماثل نجومية احد المنتخبين لتحقيق التوازن، فالمسألة ليست مسألة اسماء اقتنع بها مستشار مشكوك في امره، ونجح بإقناع سمو الرئيس المكلف فضمنها قائمته المقترحة، واعلن التشكيل في ستة ايام!أهم مهمات التشكيل الحكومي تحقيق التوازن السياسي مع مجلس الأمة بعد قراءة متأنية لنتائج الانتخابات، أما إدارة الوزارات فتلك مهمة الجيش العرمرم من الوكلاء والوكلاء المساعدين، ومن في حكمهم!سؤال بسيط يحسم الموضوع: اذا نزل السعدون من على المنصة، وتحدث في موضوع معين مَن مِن حكومة تصريف العاجل من الامور، او الحكومة المقترحة يستطيع ان يرد عليه أو يجاريه... زين؟