الأحد 06 أكتوبر 2024
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

والله عيب !

Time
الأحد 26 أغسطس 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

حين تعلن جهة حكومة رسمية خارج الكويت، وفي الصحف المصرية تحديدا، حاجتها الى مستشارين قانونيين من اصحاب الخبرات، بحجة ان هناك قضايا بالملايين في المحاكم والإدارة العامة للجمارك بحاجة الى من يلاحقها، فهنا موطن العيب، فهل خلت الكويت من الخبرات القانونية الكويتية من المستشارين المتقاعدين، وهل نسي اهل الجمارك ان هناك عشرات من رؤساء المحاكم المتقاعدين الذين لا يزالون قادرين على العطاء، وهناك قضاة متقاعدون أيضا، ومثلهم مدعون عامون ومحامون عامون ومحامو دولة، ومديرون ورؤساء تحقيق من اصحاب الخبرات، وهناك محامون كثر ممن زاولوا المهنة سنوات طويلة واكتسبوا خبرة كبيرة، ثم تقاعدوا وتنطبق عليهم الشروط المطلوبة، ويمكن الاستعانة بهم؟
الكويت مليئة بالخبرات المحلية التي تغطي حاجة الجمارك وغيرها، وتغني عن التعاقد مع وافدين، والكارثة ان الإعلان نشر في صحف مصرية لكي لا يعلم عنه احد، فيتم التعاقد بهدوء، لكن انكشف الامر فتراجعت ادارة الجمارك عن إعلانها بعد ان كثرت عليها الاحتجاجات، ومع علمنا ان الرجوع للحق فضيلة، الاّ ان الموضوع يجب عدم السكوت عليه، ليس من اجل الجمارك فقط، بل لكي تتوقف جهات اخرى عن نشر إعلاناتها خارج الكويت، والتعاقد من دون ان يعلم عنها احد، فهذه الإعلانات التي تعتبر نقصا بحق الكفاءات الكويتية شجعت غيرهم على التوجه نفسه، ففي مقابلة في صحيفتنا "السياسة" فان مدير الطوارئ الطبية صرح وبالقلم العريض ان من المستحيل الاستغناء عن الوافدين بالطوارئ الطبية!
هذا التصريح بحد ذاته مصيبة وتطبيقيه مصيبة اعظم، فهل يعقل ان ليس هناك كويتيون للعمل بالطوارئ الطبية، حتى يصبح مستحيلا الاستغناء عن الوافدين في تلك الادارة، ام انهم يبحثون عن الجاهز فقط، ويفرحون بالوافد المطيع المريح، وليس هناك تنسيق بينهم وبين المعاهد التطبيقية لتخريج دفعات تتسلم العمل بالطوارئ الطبية ضمن خطة مدروسة بعناية فائقة لسد الحاجة تمهيدا للاستغناء عن الوافدين في كل مكان، وليس بالطوارئ الطبية فقط؟
المؤسف حقا إيمان بعض المسؤولين بمقولة ان الكويتي لا يعمل، وان الوافد أفضل، متناسين ان الكويت كلها شغّلها اهلها اثناء الاحتلال بما فيهم ادارة الطوارئ الطبية نفسها حين هرب الوافدون!
تستطيع كل اجهزة الدولة الاستغناء عن الوافدين بسهولة ويسر اذا آمن نصف، وليس كل مسؤولينا، بقدرات الشعب الكويتي وإمكانياته، وتم توجيه مخرجات التعليم التوجيه السليم لشغل الوظائف التي يشغلها الوافدون، بالاضافة الى اعادة تأهيل المتقاعد الكويتي، فهل نسي هؤلاء حين اضرب المدرسون المصريون عن العمل وهبّ اهل الكويت، نساء ورجالا، لملء الفراغ حتى انتهى الإضراب في بدايته؟
يبقى امرا واحدا مهما يجب ان يعرفه الجميع، وخصوصا المسؤولين، ان وطنية الكويتي لا يمكن ان يعوضها مستشار او فني طوارئ طبية وافد والله عيب...زين.
آخر الأخبار