كل الآراء
"والله يريد أن يتوب عليكم"... فهل أنتم فاعلون؟
الأحد 26 مايو 2019
10
السياسة
د. حمود الحطابسئل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن هذه الآية: »والله يريد أن يتوب عليكم؛ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما؛ يريد الله أن يخفف عنكم؛ وخلق الإنسان ضعيفا»، فركز الشيخ على معنى الإرادة الشرعية لله هنا؛ والإرادة أعزائي نوعان: إرادة شرعية؛ وإرادة كونية؛ وهي قضاء وقدر بحت.قال في الإرادة الشرعية: يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ؛ يعني: يريد شرعًا أن يتوب عليكم، ويحب ذلك؛ وقدره رغم ارادته الشرعية ماضٍ في الناس فلا يجبرهم على شيء، لكن يحب أن يتوب عليكم، يحب سبحانه أن يتوب على عباده، وأن يرحمهم وأن ينصرهم، وأن يبارك لهم جل وعلا، وقد يفعل ذلك وقد لا يفعل ذلك، هو يريده شرعًا، يريد أن يبين لكم سنن الذين من قبلكم؛ يريد أن يوضح لعباده الحق، يريد من عباده أن يهتدوا وأن يستقيموا على الحق، ومثال ذلك أنه يريد شرعا من عباده أن يحافظوا على الصلاة في الجماعة، وأن يبروا والديهم، وكل هذه يريدها شرعاً، ولكن قد يقع قدرًا وقد لا يقع، وقد يسبق في علم الله أنه لا يقع من هذا الشخص ماهو مأمور به من بر والديه، وصلة الرحم، وقد يقع منه خلاف ذلك، وهذا يكون سبق في علم الله أن الله أراد منه أن يقع خلاف ذلك، وقدر عليه أنه يعق ويعصي، ولا يبر ولا يسمع ويطيع، وهو سبحانه أراد منه شرعًا أن يستقيم على الحق، أراد منا شرعًا أن نصلي وأن نصوم، وأن نزكي وأن نبر والدينا، وأن نحذر المعاصي، لكن منا من فعل ومنا من لم يفعل، على حسب ما مضى به القدر السابق. انتهى كلام الشيخ مع شرح ميسر مني؛ وهو مهم. وقد ضل من الناس عموما ومن المسلمين خلق كثير لم يفرقوا بين الإرادة الكونية القضاء والقدر وبين الإرادة الشرعية ففهمهما واجب وضروري.وأقول في تفسير الجزء الآخر: فمع محبة الله لتوبة عبده، وقبوله لها اذا تاب وأقلع عن الذنب ونوى أن لا يعود اليه أبدا؛ مع هذا يريد الذين هم غارقون في الشهوات والضلال في المجتمعات البشرية؛ يريدون لكل تائب ألاَّ يتوب؛ ويريدونه أن يستمر في المعصية ليكونوا سواء؛ وهذا من أنانيتهم ومن سيطرة الشياطين عليهم. أرأيتم كيف يتكالب أهل المعاصي من بعض أهل الإعلام في مجتمعنا ليغرقوا الناس في الفساد في شهر التوبة؛ شهر رمضان الكريم، فيتنافسوا في صناعة المسلسلات والتمثيليات، وغيرها، التي تدعو للفسق والفجور، وتشجع على ارتكاب الذنوب؛ ومن كثرة ما كتب عن بعضها من تعمد الإساءة للمحافظين على دينهم وأخلاقهم، رأيت أن هناك مخططا مدروسا للإساءة للمجتمعات المحافظة؛ وقد مس المجتمع الكويتي من هذه الزبالات الشيطانية شيئا كثيرا اساء لسمعة الكويت وأهلها، ووصفهم بأوصاف ليست فيهم ولا تليق بهم.نرجو من وزير الإعلام تقصي تلك التمثيليات والمسلسلات، والتحقيق مع مؤلفيها ومخرجيها وممثليها، والمحطات التي اذيعت فيها؛ لماذا يحاسب كاتب على مقالة هو ورئيس تحرير تلك الصحيفة ويحاكمان، ولماذا يسكت عن مثل هؤلاء، اليس هذا إعلام وهذا إعلام؟ والله يريد أن يتوب عليكم.كاتب كويتي