الجمعة 04 يوليو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

وامعتصماه

Time
السبت 07 مارس 2020
View
5
السياسة
سعود عبد العزيز العطار

عندما أغار الروم على حصن "زيبطرة" المسلمة، كانت هناك امرأة شعرت بالظلم والقسوة فنادت مستنجدة "وامعتصماه" فوصل الخبر إلى مسامع الخليفة العباسي المعتصم، فجهز جيشا وأرسله إلى حصن الروم "عمورية "، فانتصر لها، وللمسلمين على الروم.
اليوم الكل يشاهد بحسرة وألم ما تطالعنا به الوسائل الإعلامية عما يجري لمعاناة أزمة اللاجئين السوريين التي طال أمدها، ليجدوا أنفسهم هذه المرة عالقين على الحدود بين تركيا واليونان، بعدما سمحت لهم تركيا بمغادرة أراضيها، وذلك بعدما ضاق بهم ذرعا لعدم تلقيهم الدعم والمعونات الكافية لهم ليجد اللاجئون السوريون أنفسهم بين المطرقة والسندان محاصرين من كل الاتجاهات، مع أوضاعهم وظروفهم الصعبة المتردية، وهم بالعراء بين الجوع والبرد والمرض والخوف من المجهول.
المعاناة التي لا تتوقف، ضحاياها معظمهم من الأطفال والنساء والعجائز، لا حول لهم ولا قوة، يستنجدون باسم الإنسانية، وبكل الديانات السماوية لمد يد العون والمساعدة لهم بعدما منعتهم السلطات اليونانية من العبور إلى المجهول، ولكن لا حياة لمن تنادي.
بينما نجد مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في هذه الأثناء تعرب عن قلقها على سلامة السوريين، والاتحاد الأوروبي يعقد اجتماعا طارئا لبحث القضية، ونحن في صمت مخجل، ومعيب مخيب للآمال، فلم نسمع تنديدا من أي دولة عربية أو إسلامية، ولم نسمع حرفا من منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا من جامعة الدول العربية التي لم ولن تستيقظ من سباتها العميق، وكأن أخوتنا العالقين قطيع غنم، وليسوا من بني جلدتنا في العروبة والإسلام، للأسف الشديد، ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم يقول "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "ويقول صلى الله عليه وآله وسلم" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه.

آخر كلام
على مر العصور والأزمنة نجد دائما هناك طغاة وظالم ومظلوم، وصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها، وعندما نتكلم عن الطغاة نجدهم جميعا دون استثناء منذ الخليقة إلى يومنا هذا يتشابهون في كل شيء، في التسلط والتكبر والبطش والجبروت والجنون والاستبداد والغباء والحماقة والكذب والمراوغة والاحتيال والإجرام، وعدم تعلم الدروس وأخذ العبر، مع وجود بطانة فاسدة تطبل لهم فما أشبه الليلة بالبارحة.
والله خير الحافظين.

كاتب كويتي
آخر الأخبار