السبت 05 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"وجه القمر" نيللي كريم تواجه صعوبات الحياة في "ضد الكسر"

Time
الخميس 06 مايو 2021
View
5
السياسة
نجوم صنعها رمضان

تدين بالفضل لفاتن حمامة ونالت جائزتها التقديرية العام 2015

يوسف شاهين منحها الشهرة واستكملت مشوارها مع تلميذه

تخصصت في أدوار "النكد" بسبب زيجة دامت 11 عاماً

لم تشأ الدراسة بكلية الصيدلة من أجل تحقيق طموحها الفني

تعرضت للانتقاد في فوازير "حلم ولا علم" فشعرت بانتهاء آمالها


القاهرة - محمد حليم:

اقتحمت الفن بجمالها وموهبتها كراقصة باليه، كانت تراها العيون وهي ترقص كالفراشة وشعرها الذهبي يتطاير معبرا عن إخلاص وتفان فيما تقدمه من استعراضات عالمية، ثم اتجهت إلى التمثيل، لتصبح من أبرز نجمات جيلها، خصوصا في الدراما الرمضانية، التي صنعت شهرتها منذ شاركت في فوازير "حلم ولا علم"، وأيضا بعدما أثبتت قدرتها على تجسيد الشخصيات الصعبة، التي جعلت الجمهور يتعلق بها وينتظرها سنوياً، إنها الفنانة نيللي كريم.

كانت الأجواء شتوية قاسية في 17 ديسمبر 1974، حينما وُلدت الجميلة نيللي محمد السيد عطا الله المعروفة بـ نيللي كريم، لأب مصري وأم روسية كانا تعارفا في الاتحاد السوفيتي في ستينات القرن الماضي، عندما سافر والدها للدراسة في الأكاديمية البحرية بإحدى المنح المصرية إلى روسيا، وبينما استقل القطار صادف الشابة الروسية ذات الشعر الأشقر والوجه ناصع البياض والعينان الزرقاوين فسرقت قلبه، ونشأت بينهما قصة حب تكللت بالزواج، ثم جاء بها إلى الإسكندرية بعد إنهاء دراسته، حيث نشأت ابنتهما نيللي، التي أخذت الجمال عن أمها والطباع المصرية عن أبيها، وعاشت سنوات دون بوادر فنية، كأي طفلة تلهو مع شقيقها في المنزل، إلى أن قرر والدها في العام 1980 السفر مجددا إلى روسيا لدراسة الهندسة وإتمام الدكتوراة، فاصطحب أسرته معه.
ورغم ولادة نيللي في أجواء شتوية بالإسكندرية، لكن صقيع روسيا والثلوج والأجواء الغائمة كانت مختلفة تماما، ما أشعرها وهي ابنة ست سنوات أنها في عالم آخر مناقض لما تربت فيه بالإسكندرية.
بعد مرور الشهور الأولى اندمجت نيللي في حياتها الجديدة، ليلحقها والدها العاشق للفن بمدرسة الباليه، كما تعلمت العزف على البيانو، وطوال عشر سنوات عاشتها في روسيا، أتقنت الفنون السابقة، وظلت حتى نالت الثانوية العامة بمعدل 95 في المئة، ليقرر والدها العودة إلى الإسكندرية بعدما نال الدكتوراة.

القاهرة 90
شوق ولهفة، أمال وأحلام، ترقب وتطلعات.. كان هذا وصف رحلة عودة نيللي، بعد غياب، عرفت خلاله ثقافة أخرى وأتقنت الباليه، وما إن وطأت القاهرة العام 1990 بصحبة أسرتها ومنها إلى الإسكندرية، حتى قررت استكمال تعليمها، ورغم أن معدلها يتيح لها الالتحاق بكلية الصيدلة، لكنها اختارت كلية الآداب، لعدم حبها المواد العلمية، ولم تستمر كثيرا حتى تم الإعلان عن التقديم في معهد الباليه بأكاديمية الفنون، فسارعت بالتقدم له لاستكمال حلم بدأته في روسيا بأن تكون باليرينا، تجاوزت كل الاختبارات ونجحت بامتياز، لتبدأ رحلة كفاح أمام موهبتها التي تحبها في السفر يوميا من الإسكندرية إلى القاهرة، وبحسب قولها كانت تستقل الباص في الخامسة والنصف فجرا لتصل في الثامنة، تبدأ حضور المحاضرات، وما إن تنتهي حتى تستقل الباص مرة أخرى الساعة الثالثة والنصف عصرا، ومع كل هذا التعب والإرهاق كانت حريصة على الاستمرار والعمل من أجل تحقيق حلمها، وظلت لأيام لا تستطيع العودة إلى الإسكندرية لمشاركتها في عروض الباليه بالأوبرا، حتى أنها كانت تضطر للإستراحة بمنزل عميدة المعهد، إلى أن شاء القدر أن تعيش بصحبة إحدى صديقاتها بعد أن استقرت عندها يوما أثناء حضورها حفلة أخرى، ليطلب منها أهل صديقتها أن تبقى معهم حتى انتهاء العام الدراسي.
خطت نيللي في هذه الفترة خطواتها الأولى في الباليه، وساعدها اتقان هذا الفن في روسيا على أن تتميز عن زملائها، واستطاعت خلال العروض التي شاركت فيها بعد التحاقها بأكاديمية الفنون، أن تلفت الأنظار لتلتقطها عين المخرج الكبير عبدالعزيز السكري، وتشارك في المسلسل الرمضاني "ألف ليلة وليلة" العام 1991 كراقصة باليه في بعض المشاهد، لتكون بدايتها في الشهر الكريم، وما ان انتهت منه حتى عادت لتمارس فنها بين المعهد ودار الأوبرا، إلى أن رشحها المخرج يحيى العلمي لصديقه أشرف لولي، لتشارك في فوازير "حلم ولا علم" العام 1999، وما أن علمت بذلك حتى غمرتها الفرحة لتدمج بين حبها للفن والباليه في عمل واحد، وافقت دون تردد لتشارك في تجربة تعلمت منها الكثير ووضعتها على طريق النجومية.
كانت سعادتها كبيرة بالفوازير، لكنها شعرت بخيبة أمل عندما اكتشفت أن الجمهور لا يرى في الفوازير سوى نيللي وشريهان وأن كل من جاء بعدهما لا يقارن بهما، وبسبب الانتقادات التي واجهتها من بعض المشاهدين، عادت إلى منزلها بالإسكندرية وهي تعتقد أن مشوارها انتهى، لكن الحياة ابتسمت لها عندما طرقت والدتها باب غرفتها واحتضنتها وهي تخبرها بـ النبأ السعيد، "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة، تطلبها لتشاركها بالتمثيل في مسلسل "وجه القمر" العام 2000، ليلتها لم يعرف النوم طريقه إلى عينيها من الفرح، فقد وجدت أن هذه فرصتها الحقيقية لتحقيق نجاحا مبهرا.
عن هذه اللحظة، قالت نيللي لبرنامج "صاحبة السعادة": "كنت أعتقد إن من أبلغ أمي في الهاتف شخص مهرج وأن الأمر ليس جادا، حتى حدثتني مساعدة سيدة الشاشة لتأكيد الأمر".
جسدت نيللي، دور "سماح قورة" ابنة الفنانة فاتن حمامة، التي تعتبرها صاحبة الفضل الكبير عليها، لأنها من قدمتها في أول تجربة درامية حقيقية حين طلبتها بنفسها في العمل، لإيمانها بموهبتها، كما تنبأت بنجوميتها من خلال مشاهدتها في الفوازير، وأثناء تصوير المسلسل نشأت علاقة وطيدة بينهما فكانت تذهب إليها باستمرار وتستمع إلى نصائحها وأهمها التلقائية في الأداء.
خرجت نيللي من المشاركة مع فاتن حمامة مفعمة بالحيوية والأمل، لتنطلق إلى تجربتها الثانية في رائعة الأديب الكبير نجيب محفوظ بمسلسل "حديث الصباح والمساء" في دور "دنانير صادق بركات"، وفي هذه الفترة بدأ وعيها يزداد، لتكون المشاركة الأولى لها سينمائيا بفيلم "سحر العيون" العام 2002 في دور فتاة تتصرف بتلقائية تصل حد الكوميديا، والعمل من إخراج فخر الدين نجيدة وبطولة عامر منيب، وعن هذا الفيلم قالت إنها توترت لأنها أول مشاركة سينمائية، وأكدت أن المنتجة مي مسحال رغبت في تغييرها، لكن مؤلفة العمل نهى العمروسي جلست معها وأقنعتها بالاستمرار وعدم الخوف، وتذكرت نيللي نصيحة "سيدة الشاشة" بأن تكون تلقائية فأدت الدور بنجاح، وأثنى النقاد على تطورها كممثلة.
أصبحت نيللي موضع اهتمام كثير من المخرجين والمنتجين، الذين كانت رؤيتهم واضحة ومتقاربة بأنها ذات موهبة يمكن أن توظف جيدا كممثلة، فاستعانوا بها في العديد من الأعمال، أهمها مسلسل "شمس يوم جديد" للمؤلفة ماجدة خير الله، مسلسل "أنظر حولك وابتسم" للكاتب لينين الرملي، حتى قدمها المخرج رامي إمام في بطولة فيلم "غبي منه فيه" العام 2004 مع حسن حسني وهاني رمزي.
اطمأنت نيللي، على موهبتها في التمثيل، ورغم ذلك ظلت تتنقل بين الأوبرا وأكاديمية الفنون تمارس الباليه وتدين له بالفضل، لما فتحه أمامها من أفق ساعدتها على دخول التمثيل، وفي هذه الفترة تلقت اتصالا من المخرج يوسف شاهين لمقابلته بمكتبه في وسط القاهرة، وهناك وجدت عالما فنيا آخر وطأت فيه قدم النجمة الصاعدة ليطلب منها شاهين المشاركة بفيلم "إسكندرية نيويورك"، وخرجت من مكتبه تكاد تطير من الفرحة، لأنها أدركت أن ثمة نجاح كبير ينتظرها، شاركت في الفيلم واستطاعت لفت الانتباه، خصوصا أنها جسدت دور راقصة باليه، ومن الأستاذ إلى التلميذ خالد يوسف لتشارك معه في فيلم "انت عمري"، وبين التجربتين كان لها مشاركات عدة في أفلام "حبك نار"، "حرب إيطاليا" و"فتح عينيك".

"نسيم الروح"
تجربتها مع العالمي يوسف شاهين كانت نقلة حقيقية في حياتها، فمن بعدها أعلن عن ميلاد نجمة كبيرة، واستطاعت هذه التجربة أن تزيل الأثر السلبي بعد الفوازير، كما اطمأنت على موهبتها، وأنها تستطيع تجسيد أي دور، وبدأت تدخل قلوب المشاهدين الذين ينتظرون الأفلام التي تتصدر صورتها فيها الدعاية، لقضاء لحظات سعيدة، وانطلقت نيللي لتشارك يوسف الشريف البطولة بفيلم "آخر الدنيا" إخراج أمير رمسيس العام 2006، ومنه إلى المخرج سامح عبدالعزيز في "أحلام الفتى الطائش" 2007، وظهرت فيه بشخصيتها الحقيقية مع الفنانين رامز جلال وحسن حسني، وبدأت شهرتها تتسع جماهيرا أكثر، فاختارها المخرج الراحل سمير سيف لتشارك في مسلسل "نسيم الروح".
بعدما استعادت نيللي الثقة في موهبتها بدأ يزداد وعيها، فابتعدت عن الأدوار الخفيفة والكوميدية إلى الدراما الاجتماعية وتجسيد الشخصيات الصعبة، خصوصا الدراما الرمضانية، وهي المحطة التي رسخت إحساسها الذي نما في تجاربها الأولى في التلفزيون المصري سواء في "ألف ليلة وليلة" أو تجربتها الأقوى في "وجه القمر"، بأن الدراما الرمضانية هي نجمها المنتظر.
انطلقت نيللي، بعدما تحققت نبوءتها لينتظرها الجمهور والنقاد في رمضان من كل عام، بدأت في العام 2009 بمسلسل "هدوء نسبي" عن الاحتلال الأميركي للعراق، ومنه إلى "الحارة" العام 2010 مع الفنانة الكبيرة سوسن بدر، وبعدها بثلاثة أعوام تنتقل إلى مسلسل "ذات" إخراج كاملة أبو ذكري عن رواية الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، واستمرت من وقتها تتصدر دراما رمضان كل عام في مسلسلات متتالية بدأتها بـ "سجن النسا" العام 2014 في دور"غالية" إخراج كاملة أبو ذكري أيضا، وفي العام نفسه شاركت يسرا بمسلسل "سرايا عابدين"، لتنتقل إلى تجربة أكثر ثراءً في "تحت السيطرة"، الذي يناقش قضية الإدمان وانتشار المخدرات بدور مدمنة تدعى "مريم" ترصد مراحلها المختلفة من الإدمان للعلاج، وأثر ذلك على حياتها وانفصالها عن زوجها.

"الفيل الأزرق"
باتت نيللي لسنوات عدة جزءً أصيلا من الدراما الرمضانية، وفي العام 2016 قدمت مسلسل "سقوط حر" في دور مضطربة نفسيا تتهم بقتل زوجها وشقيقتها، واستغلت وجودها الدرامي في أن تستعيد ذكريات رحلتها، فقدمت العام 2017 دور راقصة باليه في مسلسل "لأعلى سعر" تقع في قصة حب وخلالها يتجسد صراع الخير والشر الكامن في النفس البشرية، ومنه في وادي ذكرياتها في العام الذي تلاه تعود إلى روسيا، حيث موطن الأم وسنوات عشر قضتها هناك، عبر دور دكتورة جامعية تعيش مع زوجها في روسيا بمسلسل "اختفاء" العام 2018. لكنها غابت العام 2019 لصعوبات إنتاجية، فيما لم تبتعد عن السينما حيث قدمت العديد من الأفلام أهمها "اشتباك" عن الأحداث السياسية لمصر بعد ثورة 30 يونيو، و"الفيل الأزرق" مع الفنان كريم عبدالعزيز.
تجلت محبة الناس لها حينما أعلنت في نوفمبر 2019 عن خضوعها لعملية جراحية لاستئصال ورم حميد ظهر في وجهها، فأصاب القلق الجمهور، حتى طمأنتهم بعد عودتها من الولايات المتحدة الأميركية، وغردت عبر "انستاغرام": "أحب اطمئن كل أصدقائي وجمهوري أنا الحمد الله كويسة، عاوزة أشكر الله أولاً وأشكركم من كل قلبي على سؤالكم وأمنياتكم للشفاء، الله ما يحرمني منكم".
بعد غياب عام واحد عن الدراما الرمضانية التي صنعت شهرتها، عادت نيللي مجددا لتطل في رمضان الماضي عبر المسلسل الكوميدي "100 وش" بدور "نصابة"، واصلت معه رحلة التألق وحصدت أعلى مشاهدة، وهي تطل في رمضان هذا العام مع شركة "العدل غروب" بمسلسل "ضد الكسر"، وتجسد فيه شخصية بلوغر ومدونة طعام تختلف حياتها في "السوشيال ميديا" عن الواقع، والعمل اجتماعي تشويقي رومانسي عن مواجهة صعوبات الحياة، من تأليف عمرو الدالي، وإخراج أحمد خالد، ويشارك في البطولة مع نيللي، محمد فراج، مصطفى درويش، هشام إسماعيل، تارا عماد، لقاء الخميسي، حمزة العيلي، وسواهم.
وتستمر نيللي في الفن بعقلية زادت نضجا بعد احتفالها في ديسمبر الماضي بعيد ميلادها الـ 46، حيث ينتظر منها الجمهور كل جديد ومختلف.
حصدت نيللي خلال رحلتها مع الفن العديد من الجوائز مثل "موريكس دور" لأفضل ممثلة عن دورها في مسلسل "اختفاء"، جائزة أفضل ممثلة عن فيلم "انت عمري" العام 2005، ومن مهرجان القاهرة السينمائي نالت جائزة أستاذتها فاتن حمامة التقديرية العام 2015، وكراقصة باليه استطاعت أن تحصد جائزة أفضل راقصة في مهرجان اليابان العام 1996، وأخيرا تم تكريمها في مهرجان أسوان لأفلام المرأة عن مسيرتها الحافلة بالإنجازات.
تتميز نيللي، بالعناد والجرأة وهو ما ظهر في حياتها الزوجية والبداية في اختيار توقيت زواجها، حين أصرت على الزواج وعمرها 16 عاما، وأنجبت ولديها كريم ويوسف، ثم انفصلت لتتزوج مرة ثانية من خبير التغذية هاني أبو النجا وأنجبت منه سيليا وكندة، ودام الزواج 11 عاما حتى انفصلا، وقالت عن زيجتها الثانية: "كانت السبب في أن استمد جرعة نكد غير طبيعية جعلتني أمثل أدوارها بمصداقية تامة خلال أعمالي الدرامية".

نيللي وفاتن حمامة "وجه القمر"


نيللي في "سقوط حر"




آخر الأخبار