السبت 20 ديسمبر 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

وداعاً أبا فواز!

Time
الاثنين 08 يوليو 2019
السياسة
طلال السعيد

ودَّعنا بالدموع أبانا الروحي، وما تبقى لنا من "ريحة" الآباء والأجداد، ومرجعنا التاريخي، وصديقنا الكبيرصاحب القلب الكبير، خالنا الغالي عثمان مبارك العيار، رحمه الله رحمة واسعة وغفر ذنبه ووسع مدخله وجعل قبره روضة من رياض الجنة واسكنه فسيح جناته.
ودّعنا كبيرا عرفنا فيه طيب المعشر وحسن الخلق والطيبة، يحمل في داخله قلبا كبيرا مفتوحا لكل الناس من يعرفه، ومن لايعرفه، وصاحب بيت لايغلق بابه بوجه أحد، رجل أو امرأة، وصاحب النصيحة الصادقة وكلمة الحق التي لايخشى فيها لومة لائم، فقد كان رحمه الله مرجعا للجميع، يستمع لكل من يزوره أو يطلب مشورته، ويستوعبنا كلنا لم يبخل علينا برأيه، ولا بفزعته.
ينزل الرجال في منازلهم، ويحفظ لكل ذي حق حقه، وإن حصل و تأخرت عن زيارته لايعاتبك، و لايزعل منك إنما تجد منه الترحيب، مايجعلك من نفسك تخجل من تقصيرك، وقد كان ـ رحمه الله ـ قويا لم يهزمه مرض ولَم يستسلم لوهن، فكان متمسكا بالحياة الى آخر لحظة، تسأله عن حاله فيقول انه في أحسن حال، وهو باللحظات الحرجة جدا، فيعطيك درسا في كيفية مواجهة الحياة بإرادة صلبة، وعزم قوي وثقة قليل من الرجال يتمتع بها، وقلما تجد لها مثيلا، فقد هزم المرض ـ رحمه الله ـ فترة طويلة جدا وبشكل غير مسبوق ولَم يستسلم ولَم يستطع المرض هزيمته، وكانت الابتسامة لاتفارق محياه، والتفاؤل والأمل واضحان عليه ،الى ان وافاه الأجل، فمن الصعب ان تجد إنساناً مثله محبا للحياة رغم مرضه، وكل هذا نتيجة إيمان قوي بالخالق عز وجل وتوكل عليه.
كان ـ رحمه الله ـ مرجعاً تاريخيا للعائلة كلها، يعرف التاريخ جيدا سواء ماسمعه أو ماعايشه، فاذا اختلفنا أوتضاربت عندنا الروايات رجعنا له لنجد لكل سؤال جواب، وكان نسّابا ضليعاً بالأنساب، ولكنه لم يكن يجاوب من دون أن يسأله أحد، فلم يكن ـ رحمه الله ـ كثير الكلام، ولكنه كان شجاعا بالدفاع عن وجهة نظره ورأيه الذي غالبا مايكون مصيبا فيه، فقد عاش الحياة ـ رحمه الله ـ حلوها ومرها ودرس داخل وخارج الكويت، وعمل فترة مهمة من حياته بوزارة الخارجية قبل أن يتفرغ للعمل الخاص، فاكسبته التجارب خبرة كبيرة بالحياة، ولَم يكن ـ رحمه الله ـ بخيلا بنقل تجاربه الثرية في الحياة لكل من يستمع له أو يأخذ رأيه.
ها هو نجم من أهم نجومنا يهوي ليفارقنا جسما، وتبقى ذكراه العطرة بيننا لاتموت، وتلك هي سنّة الحياة من عاش مات، والبخيت منا من يترك اثرا طيبا يجعل الناس تترحم عليه. رحمك الله أبا فواز رحمة واسعة، وجزاك عن كل ما قدمت لنا خير الجزاء، وبارك لنا في عقبك من بعدك... آمين.
آخر الأخبار