المحلية
وداعاً أبا هادي... ذكراك في قلوبنا
الأربعاء 18 مايو 2022
20
السياسة
يموت الإنسان، وتصعد الروح إلى خالقها، في عالم الملكوت، طال به العمر أو قصر، تلك إرادة الله في خلقه، وحكمه فما من حي إلا وسيلقاه الموت يوما، كما قال ربنا "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام"، ويقول شاعرنا كعب بن زهير: كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُيَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُلكن، ثمة أناس إذا رحلوا كتبوا برحيلهم عمرا ثانيا، لأنهم تركوا الأثر الذي لا يطويه الزمن، فتبقى سيرتهم تلمع كنجم لا ينكدر وإن علاه ضوء النهار من هؤلاء، فقيد الصحافة والأسرة الاعلامية في الكويت مدير تحرير "السياسة" الراحل العزيز الأستاذ شوكت الحكيم.رحل الحكيم وترك فينا إرثا لن ينضب من المعاني والقيم الانسانية السامية، عنوانها الجد والعطاء والالتزام وصدق الكلمة، والموضوعية، والوفاء، ترك فينا المثال الذي لن يندرس مع تعاقب الأيام بكل المعاني النبيلة.رحل أبو هادي، الذي عركته الصحافة وعركها بمهنية الخبير العارف بظلال الكلمة ومرامي الفكرة، الدقيق في قراءة كل حرف، والموجه لكل عنوان، والناصح الأمين لكل من يريد أن يطور خبرته، لا يبخل بتوجيه، ولا يضن بمعلومة، ولا يتهاون في تقصي حقيقة أي خبر، أو تصريح، فساهم في جعل "السياسة" منافسا قويا في شارع الصحافة بالكويت. كان فقيد "السياسة" الراحل، شوكت الحكيم مدرسة في الصحافة، تشربها منذ ينابيعها الأولى، وراح يعطي بكل جد في رحلة طويلة تناهز الثلاثين عاما تألقت فيها "السياسة" لا يكل ولا يمل، يتابع كل ما يدور على الساحة المحلية والدولية لتصدر الجريدة لقرائها صبيحة كل يوم تحمل من الوعي والمعرفة ما يثري المجتمع ويرقى بالذوق العام.هكذا كان شوكت الحكيم مدير التحرير، المخضرم في الصحافة المحلية والدولية، قائدا للفريق العامل في بلاط "السياسة"، تراه متابعا لكل صغيرة وكبيرة في جميع صفحات الجريدة فهو الذي لا تعوزه المعرفة الدقيقة في السياسة أو الفن والأدب والثقافة والاقتصاد سواء في الشأن المحلي الكويتي أم على المستوى الدولي وحتى الوقوف على دقائق الدقائق في التصحيح والتحرير.رحل شوكت الحكيم وسيبقى أثره فينا قائدا ومعلما، وإذا نقول وداعا أبا هادي... فعزاؤنا أنك تركت فينا تلك المشاعر الجميلة وها نحن ببعض ما علمتنا نقدم حق الوفاء، رحمك الله أيها الكبير.محمد السيد