الثلاثاء 06 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

وداعاً أيها الصديق الصدوق

Time
الأربعاء 18 مايو 2022
View
5
السياسة
شوكت الحكيم، ليس مجرد مدير تحرير، بل هو بالنسبة إلى "السياسة" أحد الأعمدة التي تركت أثراً بالغاً في الدار والصحيفة معاً، وهو قبل أن يكون موظفاً فهو صديق صدوق، أمين على المهنة، عرفته منذ ما قبل الغزو، ولم تنقطع الصلة معه أبداً؛ لأنه كان الرجل الوفي للصداقة.
منذ تولى إدارة تحرير "السياسة" قبل 28 عاماً لم يبخل بالخبرة والمعرفة في عمله، الذي تفانى به إلى حد التماهي، إذ كان يمضي معظم وقته في مكتبه وفي أروقة الدار بين الزملاء، موجهاً هذا، وناصحاً ذاك، ومتابعاً كلَّ شاردة وواردة في الصفحات اليومية، فالصحافة وصناعة الخبر كانتا متعته، وكان يقيس الكلمة والعنوان بميزان الذهب، إضافة إلى صلابته بالدفاع عن الحقيقة.
هذا الرجل الذي تولى إدارة التحرير طوال أكثر من ربع قرن أعطى المهنة من عمره ووقته وجهده حتى النفس الأخير، لذا حتى في أشد لحظات المرض قسوة عليه كان يتابع كل الأخبار ويصدر الملاحظات للزملاء في كل الأقسام، كما أنه يتعاطى مع الجميع بلطف، ومحبة ودماثة خلق، مع احتفاظه بصرامته في القواعد المهنية، وعدم قبوله بأي خلل.
نحن لا ننعى هذه القامة التي لا شكَّ سأفتقدها كصديق، وستفتقدها "السياسة"، والصحافة الكويتية والعربية، كمعلم؛ لأن مثله يبقى في الوجدان، وتبقى سيرته تتحدث عنه.
اليوم نودع هذا الرجل المُحبَّ، بكثيرٍ من الحزن والمرارة، لكنه قضاء الله وقدره ولا راد لمشيئة المولى -عز وجل- ونحن هنا لا نعزي أسرته الكريمة وكل محبيه فقط، بل نعزي أنفسنا بهذه الخسارة الكبيرة... "إنا لله وإنا إليه راجعون".
أبومشعل
آخر الأخبار