الأربعاء 25 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الفنية

"وداعاً جوليا"... الحزن يخيم على عرض أول فيلم سوداني في "كان"

Time
الأربعاء 24 مايو 2023
View
8
السياسة
لم يكتف الفيلم "وداعاً جوليا" للمخرج محمد كردفاني بالتمثيل المشرف أو كونه أول فيلم سوداني يشارك في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، حيث ينافس في مسابقة "نظرة ما"، بل تمكن من نيل إشادة النقاد وإعجاب الجمهور، الذي ظل يصفق له دقائق طويلة، وقد امتلأت قاعة العرض عن آخرها في عرضه الأول الذي حضره فريق العمل، كما رفعت لافتة إعلانية كبيرة للفيلم ضمن حملة الترويج له، في سابقة هي الأولى لفيلم عربي.
تمثل المشاركة في "كان"، حدثا رائعا ومؤلما في الوقت نفسه للمخرج محمد كردفاني، فهو أول سوداني يشارك في المهرجان، لكن المشاركة تأتي وسط صراع تشهده بلاده أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص.
وقال كردفاني إنه "لشرف عظيم لي وأشعر بسعادة غامرة، لأن الفيلم وصل إلى كان، فهذا يمثل مكافأة كبيرة لكل الطاقم والممثلين، وأنا واحد منهم، لكن في الوقت نفسه، أشعر بالذنب وبالحزن… فأنا أمشي على البساط الأحمر بينما يفر الناس في بلدي من الرصاص والقصف".
يسلط "وداعا جوليا"، الضوء على تأثير انفصال جنوب السودان عن السودان في العام 2011، على حياة الأفراد من خلال التركيز على امرأتين هما "منى وجوليا"، وتلعـب دوريهـما الممثلـة والمغـنـيـة إيمان يوسف وعارضة الأزياء سيران رياك.
تحاول "منى" المغنية المعتزلة، وهي من السودان، التطهر من شعورها بالذنب بعد التستر على جريمة قتل من خلال اصطحاب "جوليا" أرملة الضحية، وهو من جنوب السودان، وابنها إلى منزلها. وفي ظل عجزها عن الاعتراف بذنبها، قررت أن تترك الماضي وراءها.
ويعتبر كردفاني، وهو مؤلف الفيلم ومخرجه أن "وداعا جوليا" دعوة للتصالح، كما أنه يلقي الضوء على القوى الاجتماعية المحركة، التي أدت إلى انفصال جنوب السودان عن السودان.
ويتابع: "لست سياسيا، لكن فيلمي (وداعا جوليا) يتنـاول ويلات الحــرب التي اعتبـرها أم البلاءات وقد اجتاحت الحرب كل تفاصيـل حياتنـا، يسعى الفيلم إلى سبر أغـوار هـذه الكـارثـة التـي تضرب الشعوب وتُخلّف وراءها أحزانا ودمارا تحتاج بعدها تلك الشعوب إلى دهور طويلة لتجاوز آثارها وتداعياتها".
يذكر أن الفيلم تلقى دعما من "مهرجان البحر الأحمر" و"مؤسسة آفاق"، وهو يشارك في مسابقة "نظرة ما" ضمن فعاليات النسخة الـ76 من مهرجان كان السينمائي الدولي، ليصبح أول فيلم سوداني في تاريخ المهرجان.
وكشف كردفاني، من خلال صفحته بتطبيق "فيسبوك"، أن "اللحظة التي بدأت فيها موجة التصفيق بعد انتهاء عرض الفيلم في مهرجان (كان) لحظة مهمة جدا في حياتي.. لحظة استرجعت من خلالها مشوارا طويلا من العمل، وكذلك عقبات كثيرة تجاوزتها، وتضحيات كثيرة أقدمت عليها".
يشارك في بطولة الفيلم إلى جانب إيمان يوسف وسيران رياك، الممثل المخضرم نزار جمعة وقير دوينى الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
وأعرب المخرج كردفاني، عن أمله في أن يجد السودان طريقه للسلام والمصالحة في المستقبل، قائلا "آمل أن نتمكن من تشكيل هوية وطنية جديدة تفخر بالقيم التي تجمع الناس مثل الحرية، العدالة، والتعايش".
وأكد المخرج كردفاني بعد العرض: "لا العسكر ولا الإسلاميين ولا الميليشيات يمكنهم السيطرة على السودان، والنصر للشعب لا محالة"، وقد استقبل الجمهور هذه العبارات بموجة تصفيق أخرى.
وعبر موقع "هوليوود ريبورترز" العالمي كتبت الناقدة لوفيا جياركي، عن الفيلم: "يبث فيلم وداعا جوليا الحياة في المشكلات السودانية أمام الجمهور، توازن موهبة كردفاني الإخراجية بين الأطوار المتعددة للفيلم، إذ يعد فيلم درامي مع درجات من التشويق ونوع متفرد من الحديث السياسي يخص الفيلم وحده. وعبر أسلوبه الكلاسيكي السهل، يقدم الفيلم المزيد من الدعم لصناعة السينما السودانية".
وقالت الناقدة ليزا نيلسون، عبر موقع "سكرين ديلي": إنه رغم أن أحداث الفيلم تدور قبل 15 عاما تقريبا إلا أنها لا تزال واقعا حاضرا حتى الآن وقد يكون أزلي، نجد في الفيلم العديد من الآفات المجتمعية منغمسة في الحياة اليومية السودانية بشكل اعتيادي ومترسخ، مثل العنصرية والتمييز الجنسي، وهناك مناقشة مبهرة عن حكم الإسلام في العبودية وعلاقة ذلك بكيفية التعامل مع الجنوبيين كمواطنين درجة ثانية. هذه كلها شخصيات مثيرة للاهتمام تثقلها المآزق المعقدة في الحياة.

يسرا حضرت عرض الفيلم


مشهد من "وداعاً جوليا"

آخر الأخبار