المحلية
وداعاً حكيم الصحافة
الأربعاء 18 مايو 2022
5
السياسة
بعد حياة حافلة بالعطاء للصحافة والصحافيين، ترجَّل حكيم شارع الصحافة مدير تحرير جريدة "السياسة" الزميل الأستاذ شوكت الحكيم عن صهوة جواده، بعدما أسلم الروح إلى بارئها أمس عقب معاناة طويلة مع المرض.شوكت الحكيم الذي تتلمذ على يديه العشرات من الصحافيين الذين يتبوأ بعضهم الآن مناصب قيادية في الصحف اليومية، كان له من اسمه نصيب، فهو حكيم في تصرفاته، حكيم في أفعاله، حكيم في أقواله، حكيم في قراراته، فلا تهور ولا اندفاع، ولا تسرع ولا تراجع، بل هدوء ورويّة واتزان، ثم إقبال وإقدام على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.شهادتي في الأستاذ شوكت الحكيم مجروحة، لكنني لا أقول إلا ما يبديه تلاميذه وأصدقاؤه وأحباؤه في غيابه قبل حضوره، فهو الرجل الإنسان، والمهني الحاذق، والصحافي الذي تطاوعه الكلمات، فيصوغ منها أرق المعاني وأفضل المقالات في قالب مهني تفرَّد به، وبصورة تنبئ عنه وتشير إليه وتدل عليه، ولو لم يكن اسمه على الخبر مكتوباً.وليس أدل على نبل الرجل، وعلى أمانته وصدقه وحسن قيادته من ثناء الجميع عليه، حتى من اختلفوا معه، أو اختلف معهم، حيث ظلوا يتحدثون عن فضله واستاذيته ويعترفون بتمكنه ومهنيته، بعد أن انتقلوا للعمل خارج صحيفة "السياسة"، تلك الصحيفة التي تمثل مدرسة لكل إعلامي يمتلك ناصية الكلمة ووهج الصورة ونصاعة التعليق.فيا أيها الرجل الكريم خصاله وفعاله وسلوكه، نم قرير العين مرتاحاً، فكل من عمل معك زميلاً أو مرؤوساً أو حتى متدرباً يشهد لك ويذكرك بالخير والتقدير والعرفان.وإذا كنت قد غادرتنا ورحلت من الفانية إلى الباقية، فإنك سوف تبقى في قلوبنا خالداً، وفي عيوننا ضياء، وفي عروقنا مداداً يصدع بالكلمة الجريئة والرأي الحر الموزون الذي ينظر في العواقب، ولا يطلق العنان للاجتراء والأباطيل.وختاماً أقول لك فليرحمك الله وأقول أيضاً "طوبى لمن اخترته وقبلته يا رب ليسكن في ديارك إلى الأبد".عزائي لأسرتك الصغيرة ولعائلتك كلها ثم عزائي لأسرتك الصحافية الكبيرة داخل الكويت وخارجها، وفي كل مكان يؤمن بإنسانية الإنسان.حسين عبدالله الفضلي مدير تحرير جريدة النهار الكويتية