طلال السعيدمن دون مقدمات وباختصار شديد ثلاثة ملثمين على طريقة العصابات اقتحموا منزل مواطن في ضاحية السلام، وسرقوا محفظته وسيارته وامواله، ومن فضل الله تم إلقاء القبض عليهم، لكن لو ان هذا المواطن قاومهم او اصاب واحدا منهم في مقتل دفاعا عن ماله وعرضه لذهب في سين وجيم الى ما لا نهاية!بعد التحرير مباشرة انتشر السلاح بين الناس حتى ان كل بيت كان فيه أكثر من قطعة سلاح، ورغم ضعف الامن في ذلك الوقت لعدم اكتمال المنظومة الامنية، ورغم ذلك لم يجرؤ لص واحد على اقتحام بيت او سرقته، بل كان الوضع الامني شبه مستقر، لان كل واحد يعلم ان في كل بيت ترسانة اسلحة تستخدم وقت اللزوم!ثم قامت الحكومة بجمع الاسلحة من الناس لسبب او اخر بعد ان رخصتها لهم، فلا هم قضوا على الجريمة قبل وقوعها، ولا هم تركوا لنا اسلحتنا نحمي بها انفسنا، ولو حتى من الكلاب الضالة التي في كل يوم تفتك بشخص، فيما الحكومة تتفرج!هناك ثغرات امنية كبيرة تحتاج الى معالجة لفرض هيبة الدولة قبل ان يفرط الزمام، هذا ان لم يكن قد فرط بالفعل، وبانتظار الاعلان عن مرتكبي الجريمة ماذا كانوا مواطنين من ضحايا المخدرات، او وافدين من مجاميع المجرمين الذين تجمعوا عندنا بالكويت؟
حديث صاحب المنزل الذي تم تكبيله وسرقة منزله يدمي القلب، وكأن ليس هناك حكومة ولا هناك امن، وكل شخص يعمل ما يحلو له كيفما شاء، ومتى ما شاء، يخطط وينفذ من دون خوف ولا حياء، والطامة الكبرى الجريمة الشنيعة التي ادمت قلوب كل الكويتيين والتي اتفق على تسميتها "جريمة العارضية"، والتي راح ضحيتها اب وابنته وزوجته، وفي النهاية تم الكشف عن الجاني وهو هندي يسكن في الصليبية نحر ثلاثة مواطنين نحرا بيده بدم بارد، وغادر البيت، فهل يستطيع احد ان يقول ان هناك هيبة للدولة بعد ذلك؟لم يسأل احد كيف لهذا الهندي ان يسكن الصليبية، وهي بيوت شعبية لا يحق تأجيرها الا انها الفوضى وفقدان الهيبة الذي اوجد هذا المجرم وامثاله، وحتى اذا نفذ فيه حكم الاعدام غدا هل يعوض ذلك اهالي المغدورين، او يشفي غليلهم؟ في الوقت نفسه نحن لا ننكر ان إلقاء القبض على الجاني يعد عملا جبارا تشكر "الجنائية" عليه، الا ان منع الجريمة قبل وقوعها هو الهدف، ونحن لدينا آلاف المجرمين من مخالفي قانون الاقامة مستعدين للانحراف في اي لحظة ما لم يروا بأعينهم هيبة الدولة، ويكون همهم الاختباء من التفتيش، وليس ارتكاب الجرائم!لسنا بحاجة الى جريمة اخرى تهز مجتمعنا حتى نتحرك التحرك الصحيح ونخرج كل ما نملك من قوة لتجفيف منابع الجريمة ،والقضاء على الجريمة الاكبر المسماة تخفيفا مخالفي قانون الاقامة، فيما الصحيح انهم مجرمون ينتظرون الموعد الذي يناسبهم لتنفيذ جرائمهم، فاليوم في العارضية وغدا وبعد غد في اماكن اخرى على امتداد خارطة الكويت، ويحق لنا ان نقول: وداعا للهيبة، ولعل برميل البارود الذي نجلس عليه بدأ بالانفجار ونحن لا نشعر… زين.
[email protected]