ورحل الرجعان!

طلال السعيد

ورحل فهد الرجعان، وترك الدنيا حلوها ومرها.
رحل الى رحمة الله بما لَه وما عليه، فارتاح وأراح، وأفضى أمره الى الحق الذي لا يظلم احدا، ولا يضيع عنده حق، وسوف يسأله رب العزة والجلال عن كل صغيرة وكبيرة تحدّث او لم يتحدث عنها الناس، فالخالق أعلم به من خلقه.
أما نحن فما علينا الا ان نطوي الصفحة، ونترك الخلق للخالق، هو الذي يتولانا ويتولاه، وعلينا ان نعلم ان الموت حق، ولا شماتة في الموت، وما يدري الشامت لو ابتلاه الله بما هو أصعب وأقسى وأمرّ.
وليعلم الجميع ان الغربة القسرية قاصمة للظهر، تأكل العمر ولا ترحم، ولا تبقي ولا تذر مهما حاول الانسان ان يظهر الصبر والجلادة!
اتركوا فهد الرجعان عنكم، فقد توفاه الله وهو اعلم به منا ومنكم، واحسن ما تقولون عنه الآن الله ربنا وربه!
صادرت الحكومة كل املاكه وباعتها بالمزاد العلني، وحجزت على جميع أرصدته، فماذا بعد ذلك؟ رحل وترك لنا الدنيا لنتصارع عليها ونغتاب الاحياء والاموات، وقد كان رحمه الله اكثر مسؤول تناولته ألسُن الناس بالحق والباطل، حتى اصبح الكلام عنه وظيفة من لا وظيفة له، وكأن ليس هناك غيره في قائمة المطلوبين.
لكي نكون منصفين، ونقول الحق بعد رحيل الرجل، وبغض النظر عن كل ما يقال عنه، هل مراجعة "التأمينات" في وقتنا الحالي مثلها في وقت الرجعان؟
كل المراجعين يتحسرون على عهد الرجعان، بل حتى موظفو "التأمينات" انفسهم من عاصر الرجعان منهم، يتمنى لو عاد عهده من جديد، فهل ننسى ما فعلته "التأمينات" بنا حتى صرفت لنا منحة الثلاثة آلاف دينار؟
في عهد الرجعان اي زيادة تطبق ثاني يوم، ولمعرفتي الشخصية بالراحل، أؤكد ان له اياد بيضاء على عائلات كثيرة مستورة الحال، تصلها المساعدات بالسر من دون مِنَّة، ولم تعرف عنه حتى غادر الكويت، وانقطعت عنها المساعدات.
فرحمة الله واسعة، وتحضرني هنا كلمة الحجاج بن يوسف حين حضره الموت فقال: "يارب زعموا أنك لن تغفر للحجاج، فاللهم اغفر للحجاج"، وقال عمر بن عبدالعزيز:" والله إن نجا الحجاج فبهذه الكلمة"...زين.

[email protected]