الأحد 22 يونيو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ورحل العدساني

Time
الخميس 01 ديسمبر 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

الى رحمة الله الواسعة رحل رجل السياسة محمد العدساني، رئيس مجلس الامة السابق، ذلك الانسان الودود الخلوق، الذي احبه كل من عرفه، فقد اتسم رحمه الله بالهدوء والرزانة، والمعرفة، والحنكة السياسية اثناء فترة ترؤسه لمجلس الامة في مرحلة تاريخية مهمة جدا، استطاع خلالها ان يترك بصمته واضحة في التاريخ السياسي لدولة الكويت، فقد اجمع الجميع على محبة هذا الرجل، وتقديره، واحترامه، فقد اتسم بشخصية الرئيس الانسان فقد كان شخصية استثنائية في وقت عصيب.
كما دخل الحياة السياسية هادئا رزينا انسحب منها بالهدوء نفسه بعد ان ادى الواجب الوطني، بكل صدق واخلاص، ويذكر انه تدرج في العمل السياسي سفيرا، ثم وزيرا، حتى وصل الى رئاسة مجلس الامة.
ويعتبر رحمه الله من جيل الرواد الطيبين، ورغم ذلك لم يجر تكريمه على مستوى الدولة، بعد ان اعتزل الحياة السياسية، ثم اقعده المرض في منزله، الى ان رحل الى رحمة الخالق عز وجل.
وللتاريخ هذا ماجرت العادة عليه او هذا ما جبلنا عليه لا نتذكر الرواد من جيل الطيبين الا بعد رحيلهم، فنكرم المتوفى منهم، بعد ان يغتني عنا وعن تكريمنا، وبعد ان اصبح تحت الارض، فما فائدة التكريم الذي لا يشعر به صاحبه، او الذي يجري بعد الرحيل وكأن الجحود صفة تأصلت بنا مع الاسف الشديد.
نحن بأمس الحاجة الى تفقد الطيبين من رواد العمل السياسي والحكومي، والمبدعين، وما اكثرهم، الذين لا نذكرهم وهم احياء، ولا نستفيد من تجاربهم، ولا نعترف بفضلهم الا بعد رحيلهم، وكأنه ممنوع عندنا تكريم الاحياء الى درجة ان اخر تكريم اجراه مؤتمر عقد اخيرا في الكويت، شمل ثماني شخصيات ليس فيهم شخص واحد على قيد الحياة، وكأن احياءنا لا يستحقون التكريم.
فحين يرحل عنا اسم كبير قدم للكويت الكثير ننعاه وننعى معه الوفاء الذي لم يعد موجودا بعد ان ولي الامر الى غير اهله.
غفر الله للطيب محمد العدساني واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، فقد كتب اسمه بيده بأحرف من نور في صفحات تاريخ الكويت.
آخر الأخبار