السبت 21 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
وردة الجزائرية في مركز جابر الثقافي… "حكاية من الزمان"
play icon
مروة ناجي (تصوير ـ محمد مرسي)
الفنية

وردة الجزائرية في مركز جابر الثقافي… "حكاية من الزمان"

Time
السبت 07 أكتوبر 2023
View
182
السياسة

حفل غنائي أسطوري جمع مروة ناجي وآيات فاروق وخلف المشعوف… وأمتع "السميعة"

فالح العنزي

مهما تقدم الزمن ومضى الوقت، الذي يأكل سنواتنا في الألفية الثالثة، ومهما عصفت بنا موسيقى العصر وتقنياته يظل القديم هو الأصل والأساس لكل شيء جميل، وسنظل مع كل جملة موسيقية نصرخ الآه مثلما فعلنا في الليلة الاسطورية، التي احتضنها مركز جابر الأحمد الثقافي، حيث استعاد فيها ثلاثة مطربين صوت الفنانة وردة الجزائرية وأغنياتها، التي لاتزال تسري في عروق جمهورها، خصوصا جيل السبعينيات عندما كانت تحلق بهم بأعذب الكلمات والألحان في أغنيات لم تختف رغم رحيلها.
وردة الجزائرية، التي تحتفظ بمسيرة فنية غنائية حبلى بعشرات الاعمال والاغنيات كانت حاضرة بصوتها مع جمهور نخبوي استمتع حتى بلغ نشوته مع أصوات مروة ناجي وآيات فاروق والصوت الكويتي الموهوب خلف المشعوف، الحفل كان بقيادة المايسترو د.علاء عبدالسلام، وإنتاج شركة "الرندي" للمنتج سعود الرندي بالتعاون مع شركة "سمارت سمرات" للمنتج بدر بوغيث، اللذين اجتهدا في حسن اختيارهما لمغنين شباب يمتلكون أصواتا جبارة أذهلت الجمهور الخليجي والعربي فجاءت الحفلة من وإلى "السميعة". كانت البداية مع المغنية الشابة آيات فاروق، التي اعتلت خشبة المسرح بعد مقطوعة موسيقية من أداء الفرقة الموسيقية، اختارت آيات، أن تكون بدايتها في أغنيةً "وأنا مالي"، بداية موفقة وأداء جميل اطرب الجمهور فإذا كانت هذه البداية فنحن على موعد مع ليلة غنائية "صح"، وفعلا كان اختيارها الثاني لأغنية "ليالينا" ولم يتراجع أداؤها الطربي بل ازداد عذوبة، خصوصا مع أغنيتها الثالثة والأخيرة "اشتروني".
فارس الوصلة الثانية كان المطرب والموهبة الكويتية الصاعدة بقوة خلف المشعوف، مطرب حقيقي نشأ على أسس سليمة، وصفه المايسترو بأنه واحد من الأصوات المذهلة، المشعوف، الذي عرف في الكويت بتلمذته في مدرسة الطرب القديم وتغذيته السمعية على أغنيات محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ووردة الجزائرية وكل جيل تلك الحقبة الزمنية من الأغنية العربية، فضّل ان تقتصر مشاركته على أغنيتين فقط هما "قلبي سعيد" والتي أسعد فيها جمهوره والثانية "في يوم وليلة" والتي ركز من خلالها أقدامه فوق الخشبة ماضيا في طريقه السليمة.
صاحبة الوصلة الثالثة كانت نجمة الحفل بلا منازع، صوت جبار وأداء متقن وابحار في عوالم وردة الجزائرية، الفنانة مروة ناجي، كانت النموذج الأمثل من ناحية الاداء، ووفقت الجهة المنتجة في اتاحة الفرصة أمامها لتثبت مجددا بأنها واحدة من أجمل الاصوات العربية وتستحق شهرة أفضل من شهرتها الحالية، وهذه رسالة للمنتجين الذين يدعمون الاغنية العربية في الحفلات الجماهيرية بأن يلتفتوا الى مروة ناجي بالشكل الذي تستحقه، موهبة وخامة صوت متلونة ولديها الكثير لتمنحه للأغنيتين العربية والخليجية.
الاغنية الأولى التي اختارتها بنت ناجي، هي "لولا الملامة" وكأنها رسالة "إلى من يهمه الأمر"، بأن الاغنية العربية مهما شهدت من رياح التغيير والتطوير تظل جذورها هي الاصل وان من "تربى" على الاصالة سيظل وفيا لها.
"اكدب عليك" كان الاختيار الثاني لمروة، فلم تتوقف أكف الجمهور عن التصفيق لها بحماسة، حتى أن أحد الحضور كان يهمس في أذن من تجلس معه "صوت كارثي" في دلالة على قوة حنجرتها وقدرتها على أداء واحد من أصعب الألحان التي صاغتها ريشة الملحن الراحل محمد الموجي، ومن ألحان بليغ حمدي وكلمات محمد حمزة حلقت المغنية المصرية الشابة مروة بأغنية "العيون السود" ثم "حكايتي مع الزمان" و"اسمعوني"، وختمت وصلتها بأغنية "بتونس بيك"، وهنا كان من حق الجمهور أن يقف لها احتراما لموهبتها وامكانياتها وقدرتها المذهلة على التنوع في اختياراتها الصعبة جدا.
رسالة أخيرة للمتعهدين أو للقائمين على الفعاليات الغنائية بأن تنظيم هذه النوعية من الأمسيات الطربية لها جمهورها بدليل لم يكن هناك مقعد شاغر في مسرح مركز جابر الثقافي، والمراهنة على الجمهور تظل قائمة بوجود من يعشق كل ما قدم في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي.

آخر الأخبار