كتب- محمد غانم:أوصت ورشة "تثمين المياه" الافتراضية التي نظمها المعهد العربي للتخطيط وجمعية المياه الكويتية ومنظمة جرين ويف الدولية، بضرورة أخذ الاجراءات الكفيلة لمواجهة أزمة المياه العالمية. وأعلن المتحدثون في ختام الورشة التي عقدت بمشاركة العديد من الجهات الدولية ووزراء مياه سابقين ونحو 450 خبيرا عربيا ودوليا من منظمات عالمية، عن دعمهم للهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة العالمية المتعلق بتوفير المياه وخدمة الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.من جانبه، أكد رئيس جمعية المياه الكويتية الدكتور صالح المزيني اهتمام الجمعية الكبير بقضايا المياه وذلك اتساقا مع أهدافها المدرجة في نظامها الأساسي، مشدداً على أن "قضية المياه هي قضية اليوم والغد والمستقبل".واشار المزيني خلال محاضرته في الورشة إلى "مواجهة العالم والكويت نقصا حادا في توفير المياه الصالحة للشرب بصفة مستدامة نتيجة لتغير المناخ وزيادة في أعداد السكان والهدر المائي وعدم تنفيذ مبدأ الترشيد المياه"، مضيفا "أن سياسة الأمن المائي مهمة وتعتبر هدفا ستراتيجيا يتطلب تضافر الجهود الدولية ومن بينها منظمات المجتمع المدني لتوفير المياه بتكلفة أقل وبصورة مستدامة".
من جهته، ذكر رئيس مجلس إدارة بنك المياه الدولي رشاد الشوا في محاضرته الى أن "البنك يساهم في تلبية حاجات الدول التي لديها نقص كبير في المياه نتيجة الهدر أو بسبب قلة المصادر أو تلبية حاجة المواطنين المتزايد من المياه، بالإضافة إلى أن البنك لديه ستراتيجية لدعم الدول التي بحاجة للمياه لمواجهة الطوارئ وتعزيز مخزونها المائي وهذا من شانه أن يحقق الامن المائي لدولة فقيرة في مواردها المائية ويحقق عائدا ماليا للمساهمين على المدى الطويل".ولفت الى ان تحقيق أهداف البنك يتم من خلال حصول الدول على ما تحتاجه من قروض ميسرة لتنمية مواردها المائية، مما يعزز من دور البنك عالميا، لافتا الى ان مستقبلا من الممكن ان يتم التعامل مع المياه كسلعة تتداول في اسواق البورصة العالمية.وفي سياق متصل، القى وزير المياه والري ووزير الزراعة السابق في الأردن ورئيس ومؤسس منتدى الشرق الأوسط للمياه الدكتور حازم الناصر محاضرة بعنوان "تنمية مستدامة مبتورة ومياه العرب في خطر من الفرات إلى خليج العرب والنيل"، اكد فيها على وجود تحديات وتهديدات تواجه مصادر المياه إضافة إلى تحديات توفير المياه للمواطنين بصورة مستدامة، لافتا الى انه "من الممكن أن تعيق استدامة المياه في الوطن العربي إذا لم تتحرك الجهات المسؤولة عن المياه لحلها الآن".بدوره، عرض خبير المياه والبيئة بالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الدكتور محمد الأرياني في محاضرته "لمحة عن أوضاع المياه في الدول العربية ودور الصندوق العربي للأنماء في تنميتها"، مؤكداً أن "الصندوق له خبرة واسعة في تمويل مشاريع تنموية متعددة في الدول العربية بهدف تنمية مصادرها والقضاء على الازمة المائية وكيفية مواجهتها من خلال طرح العديد من السياسات والحلول المقترحة العلمية والعملية".من جهته، اشار الدكتور نضال سليم خبير المياه الدولي ورئيس منظمة دولية تعنى بالمياه في سويسرا في مداخلته تحت عنوان "المياه والتنمية المستدامة" الى أن "قضية الامن المائي المستدام لأي دولة لضمان حياتها المستقبلية وتأمين مستقبل الاجيال الحالية والقادمة وتتوافق مع الرؤية العالمية 2030"، مبينا أن "تثمين المياه يحدد كيفية إدارة المياه وتقاسمها وأن قيمة المياه أكثر بكثير من مجرد سعرها". الى ذلك، استعرض الرئيس التنفيذي لشركة الروضتين لتعبئة المياه عادل البدر في مداخلته "تطور الروضتين في الكويت"، لافتا الى أن كل المؤشرات المستقبلية تؤكد أن الكويت في حاجة إلى المزيد من المياه وهذا يتطلب ضبط الاحتياجات المائية المستقبلية، فيما أعربت المهندسة شيخة الحوسني من هيئة بيئة أبو ظبي في الامارات العربية المتحدة في مداخلتها "الشحن الصناعي وتخزين المياه" عن اعتزازها بأن امارة ابو ظبي خطت خطوات كبيرة في تخضير البيئة.