طلال السعيد"خرّي مرّي" مقولة شعبية مشهورة عندنا في الكويت من موروثنا الشعبي، تعني فوضى من دون رقيب ولاحسيب، ولان الخليط الغريب العجيب الذي دخل بيننا، أو فرضته علينا المسلسلات التي يقال عنها ظلما وعدوانا إنها كويتية، وهي خليط من اللهجات التي لا نعرفها المهم أنها أنستنا لهجتنا الجميلة لذلك نورد الترجمة المصرية لـ"خرّي مرّي"، تعني"وكالة من غير بواب"!
أما "الخرّي مرّي" فهي تنطبق على المنافذ الكويتية، فكل هامور مطلوب يستطيع الخروج حتى لوعليه منع سفر، وآخرهم تاجر تم ضبطه، وقد استطاع الخروج والعودة من المنافذ، وهو عليه إلقاء قبض ومنع سفر أكثر من مرة، دليل اختراق المنافذ، وهذا التاجر ليس الأول ولا الأخير، فقبله كثيرون غادروا معززين مكرمين، إلاّ أنهم لم تفتح لهم قاعة التشريفات، وبعده كثر سوف يغادرون معززين مكرمين طالما هناك من يدفع بسخاء، وهناك من يقبض بقل حياء، والمسألة كلها"خرّي مرّي" طال عمرك!يقال إن آخر واحد تم تهريبه دفع 50 ألف دينار، والدليل تسجيل مسرب لمدير في المنافذ يقول:" لو أدري السالفة فيها 50 ألف لهربته بالدورية"، يعني أن الرجل يشاور عقله، وما أكثر الذين يشاورون عقولهم بعد خراب الذمم، ورخص الوطن، عند من يفترض أنهم حماة الثغور، ففي غياب الرادع القوي يستأسد الثعلب، ويتنمر القط، وتفتح بوابة الوطن على مصراعيها لدخول وخروج المطلوبين، وهذا ما تم اكتشافه، وما خفي أعظم مع الأسف الشديد، ولو حصل وطلب من الوزير الاستقالة على خلفية هذا" الخرّي مرّي"، أو أن الوزير طلب من كبار المسؤولين تقديم استقالاتهم لتغيرت الأحوال، لكن طالما يقال لهذا وذاك"راسك سالم"، فعلى الكويت السلام. ادفع فلوس تخرج من البلاد وأنت مطلوب، وادفع فلوس تستخرج رخصة قيادة وأنت لا تنطبق عليك الشروط، وادفع فلوس تخرج من الإبعاد حتى لو ألقي القبض عليك من اللجنة الثلاثية، وأكبر من هذا كله، بل الطامة الكبرى ادفع فلوس تستخرج جنسية، فكل الذين ألقي القبض عليهم من المزورين دفعوا المعلوم، وهذا دليل واضح أن المسألة "خرّي مرّي"...زين.