الثلاثاء 29 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

وزعوا المسؤوليات

Time
الأحد 14 فبراير 2021
السياسة
طلال السعيد

أثق جدا بالبروفيسور عبدالله السعيدي، استشاري الجهاز التنفسي ومسؤول العناية المركزة في مستشفى الجهراء، رئيس فريق مكافحة "كورونا" في المستشفى، وأثق في كلامه وتصريحاته.
هذا الإنسان الرائع علق جرس الانذار، وأعلن أن ما يجري في الجهراء لا يتفق مع حالة الخطر التي تمر فيها البلاد، فقد تزايدت الإصابات، حتى ان غرف العناية المركزة لم يعد فيها مكان، والجناح المخصص لمرضى "كورونا" لم يعد فيه سرير خال.
كل هذا بسبب مناسبات الزواج، والدعوات، الخاصة والعامة، وعدم الالتزام بالتعليمات الصحية، وشروط التباعد الاجتماعي لدرجة جعلت حالة من اليأس والتعب تدب بين العاملين في المستشفى، بسبب العمل الشاق المضني لمدة سنة كاملة من دون توقف.
رغم هذا يأتي مستهتر لا يهتم بنفسه ولا بالآخرين، ويدعو الناس الى حفلة زواج، أو أي مناسبة أخرى، وما هي إلا ساعات ويمتلئ المستشفى، فما من مناسبة يدعى اليها الناس في المنطقة إلا وتعقبها حالات إصابة بـ"كورونا" تستدعي دخول المستشفى، أو العناية المركزة، وما يزال البعض يصر على نشر الإعلانات، ويدعو الناس، وكأنما هو يتعمد نشر المرض، حتى ان البعض أخذ يقيم حفله في البر، أو في الجواخير، وكأنما هو بذلك الحفل يحيي سنّة مهجورة!
في مقالة الأمس طالبنا مجلس الوزراء بتجديد الدماء، وتكليف فرق جديدة تقود عملية مكافحة الوباء، على أن يرتاح الفريق الحالي الذي بذل كل ما عنده، وفشل في احتواء الوباء، فنحن بحاجة ماسة الى رجال الميدان الذين يعايشون المرض والمرضى، من خلال عملهم في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل الجهراء.
نقول نحن بحاجة إلى هؤلاء لنضعهم في الواجهة بدلا من قصر الأمر كله على شخصين أو ثلاثة، إذ لا بد من توزيع الاختصاصات، وإعطاء كل منطقة صحية من الصلاحيات ما تحتاج إليه، لمواجهة المرض، وتوجيه الناس، خصوصا أطباء المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وذلك لقدرتهم على توجيه الناس من واقع معاناتهم اليومية، أما ترك الأمر يسير على البركة فلا طبنا ولا غدى الشر، لذلك نقول وبالفم المليان: وزعوا الصلاحيات... زين.

[email protected]
آخر الأخبار