قال وزير الإعلام والثقافة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور حمد روح الدين، أول من أمس، إن تفعيل دور المؤسسات الثقافية مستمد من توجيهات القيادة السياسية الحكيمة والدعم غير المحدود الذي توليه الحكومة بغية تطوير الحركة الثقافية في دولة الكويت.جاء ذلك في كلمة خلال افتتاح فعاليات النسخة الـ27 من مهرجان القرين الثقافي المقامة تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد على مسرح عبدالحسين عبدالرضا بمنطقة السالمية والمستمرة حتى 30 مارس الجاري.وأضاف وزير الإعلام والثقافة أن مهرجان القرين الثقافي الذي يعود بعد انقطاع طويل فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) يعد احتفالية راسخة في أذهان الكويتيين للاحتفاء بمثقفي الكويت وفنانيها وأدبائها. وأوضح أن تلك الاحتفالية تفخر هذا العام باختيار الشاعرة القديرة الدكتورة سعاد الصباح "شخصية يوم الشعر العربي" لدورها المشهود في مد الأدب العربي بنتاجه الشعري والثقافي والإنساني حتى أضحت "رمزا وطنيا" إذ أسهمت أشعارها وأوراقها وكتاباتها التاريخية في وضع دولة الكويت على الخريطة العالمية ف"هنيئا لنا بها وهنيئا لها بالكويت وطنا وحضنا وسندا".وأعرب عن سعادته بهذا اليوم الذي يشهد أيضا توزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية 2021 تلك "المناسبة السعيدة" التي يحرص المجلس الوطني عليها ويعمل على إنجازها بكل حب، مضيفا أن تكريم اليوم ما هو إلا أحد أوجه الرعاية والتشجيع للحركة الثقافية في دولة الكويت وتأكيد أهمية تحفيز الأجيال المثابرة والصاعدة في مجالات العلم والثقافة والفن.وتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات للفائزين بالجوائز آملا لهم التوفيق والمزيد من العمل والإنتاج والإنجاز مشيدا بجهود الأمانة العامة للمجلس الوطني في رسم واعتماد برنامج المهرجان بشكل يواكب المستجدات المتسارعة للمشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي.كما تقدم وزير الإعلام والثقافة بجزيل الشكر لأعضاء لجنة جوائز الدولة تقديرا لدورهم البناء والمعطاء وعملهم الوطني الدؤوب سعيا لإبراز الوجه المشرق لكويتنا الغالية حضاريا وثقافيا لتظل دولة الكويت منارة الثقافة وملهمة الإبداع بالفكر والعقل المستنير والبناء.ورش ومحاضراتمن جانبه قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة المتحدث باسم "المجلس" الدكتور عيسى الأنصاري في كلمة مماثلة إن تكريم نخبة من الأدباء والمفكرين والفنانين من أبناء الكويت حائزي جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية 2021 فيه دلالة واضحة على إيمان القيادة بأهمية العلم والآدب والثقافة ودورها الحيوي في إرساء نهضة حضارية إنسانية مستدامة. وأضاف الأنصاري أن المناسبة التي تشكل احتفالا بالأدب والفن وتكريما لرموزه تعد من بواكير فعاليات العودة إلى الحياة الطبيعية بعد انقطاع طويل بسبب جائحة الصحية العالمية. وأوضح أن "المهرجان العريق" المستمر منذ أكثر من ربع قرن سيشهد هذا العام تنظيم عدة ورش ومحاضرات يقدمها فنانون وخبراء تستهدف تعزيز أدوات المعرفة والتواصل وتنمية الثقافة الرقمية لما لها أهمية كبيرة في مجالي الأدب الحديث والنشر الإلكتروني انطلاقا من إيمان المجلس الوطني بأهمية مواكبة التطور العلمي والثقافي.
الفائزون بالجوائز:جائزة الدولة "التقديرية"عبدالله بشارة (الخدمات الثقافية) الفنان خزعل القفاص (الفنون التشكيلية) الدكتور يعقوب الحجي (العلوم الاجتماعية) جائزة الدولة "التشجيعية"النحات فهد الهاجري في مجال (الفنون التشكيلية والتطبيقية)المخرج السينمائي صادق بهبهاني
في (الإخراج السينمائي) عبدالعزيز المرشد في (الإخراج التلفزيوني) الدكتور عبدالله الشايجي في (العلوم السياسية) الدكتورة نورة الحبشي في (الدراسات التاريخية والآثارية والمأثورات الشعبية) يوسف البناي في (الترجمة الأدبية) عبدالله العتيبي في (القصة القصيرة) الدكتور عبدالله الهاجري في (التاريخ والآثار) حصة النبهان في (التمثيل المسرحي) أحمد المطوع في (أدب الطفل)
بشارة: الثقافة تحفز العقل للانطلاق وتدفع الإنسان نحو العدالة والمحبة والسلامقال الفائز بجائزة الدولة التقديرية في مجال "الخدمات الثقافية" عبدالله بشارة في كلمة مسجلة ممثلا عن المكرمين إن التاريخ الكويتي يسجل الجهد الكبير الذي يقوم به المثقفون الكويتيون من أجل توطين الفكر وترسيخ المفاهيم الثقافية إيمانا منهم بأن العلم هو درب النجاح وأن الاجتهاد هو العنصر الحيوي في هوية الثقافة، مشيرا إلى اجتهادات الطليعة الكويتية المثقفة منذ بدايات القرن الماضي والتي وفرت المناخ الصحي الذي سطع من خلاله نور الثقافة في دولة الكويت.وأضاف بشارة أن القيادة الكويتية ومن ذلك الحين تتطلع لأن تستوطن مكونات الثقافة العالية في الحياة الكويتية إيمانا منها بأن الثقافة تحفز العقل للانطلاق وهي شحنات تدفع الإنسان نحو العدالة والمحبة والسلام مشيدا بالوعي الفكري لدى المسؤولين في المجلس الوطني وبجهودهم وترابطهم مع مراكز الثقافة العالمية وحرصهم على الاستقادة من عطائاتها.وأثنى على الفائزين بالجوائز هذا العام "الذين نقلتهم مواهبهم إلى اللائحة التاريخية المسجلة للمكرميـــــن منذ ولادة هذا المشروع الـذي صار حليفـــــا للمبدعين من أبناء الوطن يحثهم على المزيد متسلحين باليقين بأن حق التفوق مضمونا لهم".
الحبشي: الجائزة صورة مشرقة من إبداعات الرواد والشباب الكويتيمن جانبها قالت الدكتورة نورة الحبشيفي كلمة ممثلة عن المشجعين إن الثقافة هي المنهل الرئيس الذي يسهم في بناء شخصية الفرد وتطور المجتمع وتمثل جزء من التنمية الشاملة وإنه لا يمكن لأي تخطيط مستقبلي في مجال التنمية أن ينجح في غياب المقاربة الثقافية التي تسهم بشكل كبير وفعال في رفع مستوى الأفراد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا وتربويا. ونوهت الحبشي إلى أن إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1973 جاء إيمانا بأهمية دعم العملية التنموية الفكرية والثقافية والفنية ورعايتها وإفساح المجال أمام الاتصال والتواصل مع الثقافة العربية والعالمية وتوفير المناخ المناسب واختيار وسائل نشر الثقافة والفنون الجميلة وتذوقها وشددت على أن جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية ماهي إلا صورة مشرقة من إبداعات الرواد والشباب الكويتي في العطاء والإسهام الفعال في تنمية وتطوير المجتمع.