نعى وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى لجامعة الكويت د. سعود الحربي وأسرة جامعة الكويت المغفور له بإذن الله تعالى عضو هيئة التدريس السابق في قسم الفيزياء بكلية العلوم ا.د.مصطفى معرفي، الذي ووري الثرى أمس.وقال الحربي: "إن الفقيد كان استاذاً فاضلاً وعلماً من أعلام جامعة الكويت وباحثاً متميزاً، طالما عرف بتواضعه وإخلاصه في العمل وعلاقته الطيبة مع الجميع"، إذ كرّس حياته في خدمة العلم والتعليم الأكاديمي، مؤكداً أن رحيل معرفي يعد خسارة لكلية العلوم وجامعة الكويت.وذكر الحربي أن الكلمات لا تفي الفقيد قدره وإخلاصه ووفاءه بالعمل في الجامعة، داعياً المولى عزّ وجل أن يتغمده بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. كما نعى أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل الباحث والأكاديمي د. معرفي. وقال إن للمغفور الحاصل على الدكتوراه في الفيزياء الذرية من جامعة متشيغان في الولايات المتحدة له بصمات واضحة في الإرتقاء بالمشهد العلمي والثقافي الكويتي من خلال جهوده الواضحة في الساحة المحلية سواء في الميدان التربوي والتعليمي من خلال عمله في العديد من المنظمات العلمية والمهنية داخل وخارج الكويت، إضافة إلى عمله مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال عضويته في هيئة تحرير "مجلة عالم الفكر" التي تصدر عنه بشكل دوري ومساهماته في نشر البحوث الرصينة فيها.وأضاف العبدالجليل الذي أناب بتعزيته عن كافة العاملين في الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب "لقد كان المغفور له من الذين جمعوا بين العلوم التطبيقية والفكر والثقافة معاً، فقد نشر عدداً من الأبحاث في مجال تخصصه في دوريات عالمية محكمة، وشارك في تأليف عددٍ من الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية بتكليفٍ من وزارة التربية في الكويت، وترجم العديد من المقالات العلمية لمجلة العلوم الصادرة عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، كما ترجم وحرر عدداً من كتب الثقافة العلمية وآخرها "المسار الزمني لتاريخ العلوم والتكنولوجيا"، وألف كتاب "مبادئ الطاقة" لطلبة كلية التربية بجامعة الكويت، وشارك في تأليف عددٍ من الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية بتكليف من وزارة التربية والتعليم.
وتقدم العبدالجليل بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد والأسرة التربوية والأكاديمية الجامعية، مؤكدا أنها فقدت برحيله علما في ميدان الثقافة والعلوم، داعيا المولى تعالى وأن يسكن الفقيد فسيح جناته وأن يلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.في السياق، قال مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د. عدنان شهاب الدين: ساد أروقة "مؤسسة الكويت للتقدم العلمي" منذ أول من أمس حزن عميق غمر مشاعر جميع العاملين فيها بفقد أحد رجالاتها المخلصين، الدكتور مصطفى معرفي، حيث جاء خبر وفاته مفاجئا للجميع وصادما لي شخصيا، إذ وجدته في آخر زيارة له في المستشفى قبل نحو أسبوع -كعادته- مبتسما ومتفائلا مخبرني بأن غيابه في رحلة علاجه بالخارج لن يطول، وأن صحته في تحسن، وأنه متحمس للعودة لعمله ولزملائه وأصدقائه وأهله وكافة محبيه. وكيف لا؟ وهو الذي أحب الجميع فأحبه الجميع. حيث تميز الفقيد - تغمده الله بواسع رحمته - بالتواضع الجم والخلق الرفيع وحسن المعشر وبشاشة المحيا، وهذه من سمات العلماء. كان - رحمه الله - ذو ثقافة علمية موسوعية ومثالا يحتذى به في التفاني والإخلاص في العمل إذ أنه كان مستمرا في التواصل مع مكتبه عبر الرسائل الإلكترونية من سرير المستشفى حيث كان يتلقى العلاج قبل وفاته. واضاف: امتلك الفقيد خبرة واسعة وباعا طويلة في العمل الأكاديمي والإداري القيادي من خلال تجربته الطويلة استاذا وقياديا ناجحا في جامعة الكويت، يشهد لها طلبته وكافة زملاؤه في المجتمع العلمي على مر العقود.عرفته شخصيا -رحمه الله– لأول مرة منذ ما يقارب الخمسين عاما، في مطلع السبيعينيات من القرن الماضي في أوائل سنوات عملي مدرسا للفيزياء في جامعة الكويت، حيث كان الفقيد - وقتها - معيدا في القسم العلمي وكان من أنبه وأذكى طلبة الدراسات العليا حينها، ومن أكثرهم اهتماما وحماسا لمناقشة مستجدات العلوم والابتكار وكذلك قضايا الشأن العام، حيث كان متبعا في كلا الحقلين المنهج العلمي في التحاور ومتطلعا لإيجاد الحلول دون الإنحياز لموقف أو لفكرمسبق أو شريحة مجتمعية محددة، فحظي باحترام ومحبة الجميع من كافة شرائح المجتمع مهما اختلفوا معه بالرأي أو الانتماء.واستذكر ما تميز به الفقيد من إخلاص وتفان في العمل إلى آخر فترات حياته قل ما تجدها في غيره، كان آخرها وعلى الرغم من مرضه وغيابه عن المؤسسة على سرير المرض في المستشفى لتلقي العلاج فإنه لا يكاد يمضي يوم أو يومان إلا وتجده يتواصل مع زملائه في المؤسسة لمتابعة سير العمل حتى يوم الثلاثاء 7 يناير 2020 الساعة التاسعة صباحاً حيث كانت آخر رسالة الكترونية يبعث بها للمؤسسة تتعلق بالإعلان عن جوائز المؤسسة لعام 2020.