المحلية
وزير الخارجية : التنسيق العربي أولوية في مواجهة التحديات
الخميس 09 سبتمبر 2021
5
السياسة
* الكويت ستواصل دفع مسيرة العمل العربي ومساعيها لتنقية الأجواء بين الأشقاء * نُدين ونرفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية * تضافر الجهود الدولية والعربية في مواجهة "كورونا" يدخل في خانة الحتميات أكثر من الخيارات * انتهاج النقاش والحوار البنّاء والقبول بهامش من الاختلاف والتفكير * نجدّد دعمنا وتأييدنا للقضية الفلسطينية العادلة والدعوة إلى إعادة إحياء عملية السلام* ندعم مبادرة السعودية لإيجاد حل سلمي في اليمن ونؤكد أهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض * نتضامن مع مصر والسودان في حل أزمة سد النهضة فأمنهما المائي جزء من الأمن القومي العربي* نشيد بنتائج مؤتمر بغداد ونؤكد دعمنا لاستقرار العراق الذي يمر بمرحلة مهمة من مسيرته أكد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء رئيس الدورة العادية الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، أهمية تعزيز العمل العربي المشترك واعطاء الأولوية نحو التنسيق العربي في مواجهة التحديات والوصول إلى حلول لأزمات المنطقة، مشددا على رفض وإدانة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية باعتبارها تمثل انتهاكا صارخا لسيادة الدول. جاء ذلك، خلال ترؤس الشيخ د.أحمد الناصر أعمال الدورة العادية الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي انعقدت أمس، بالرئاسة الدورية للكويت ولمدة الستة أشهر المقبلة، اذ تسلمت الكويت رئاسة المجلس من قطر بصفتها رئيسا للدورة السابقة وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة.وألقى الشيخ د.أحمد ناصر المحمد كلمة الرئاسة قال فيها، انه منذ تفشي جائحة كورونا في العالم أجمع وردت أرقام وإحصائيات في تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تشير إلى ارتفاع نسبة البطالة في منطقتنا العربية لعام 2021 إلى ما يبلغ 5ر12 بالمئة وانكماشا اقتصاديا قد يصل إلى نسبة 6 بالمئة ووجود أكثر من 51 مليون شخص يعانون من الجوع أي ما يعادل 2ر12 من سكان المنطقة العربية.وأضاف: "وهذا ما يبين بشكل جلي أنه لا توجد دولة محصنة بالكامل من هذه الجائحة أو إفرازاتها أو تداعياتها إن لم نكن جميعنا محصنون، ولذا فتضافر الجهود الدولية ومنها العربية في هذا المجال يدخل في خانة الحتميات أكثر من الخيارات وهنا فإننا ندعو الى تعاون منسق أكثر بيننا فيما يخص تعزيز المنظومات الصحية والتعامل بشكل تكاملي مع تداعيات هذه الأزمة فيما يخص الأمن الغذائي وتداعياتها كذلك على قطاع التعليم وذلك للحيلولة دون أن يكون هناك أي أجيال ضائعة والتعاون أكثر في قطاعات تقنية المعلومات بيننا".وأضاف: إن التحديات الجسيمة التي تواجهها منطقتنا العربية تحتم علينا إعطاء الأولوية نحو التنسيق العربي بما يتعلق بقضايانا الملحة وضرورة انتهاج النقاش والحوار البناء والقبول بهامش من الاختلاف في وجهات النظر بهدف الوصول إلى حلول لأزمات المنطقة والتفكير في مستقبل العمل العربي المشترك وبث الروح في آلياته وأجهزته وإعطاء المجالات الأخرى للتعاون الأهمية التي تستحقها وتقديم الدعم الحقيقي لجامعتنا العربية وتزويدها بالإمكانات والأدوات اللازمة لتمكينها من ممارسة دورها الفاعل والمؤثر والسير قدما في عملية تطويرها واعتماد الآليات التي تكفل الارتقاء بالآداء ولجعل العمل العربي المشترك أكثر استدامة وقابلية للتكيف مع المتغيرات المتسارعة من حولنا ولعل التطورات الأخيرة في أفغانستان وانعكاساتها وارتداداتها السياسية والأمنية على المنطقة تدعونا إلى تضافر الجهود العربية لمواجهة هذا التحدي والطارئ الجديد.وأضاف "ومن هذا المنطلق فإننا نؤكد أهمية الاستمرار في أسلوب العمل الجديد الذي بدأنا في انتهاجه بعقد الاجتماعات الوزارية التشاورية والتي تمثل أرضية خصبة لمناقشة قضايانا المهمة وفرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر في إطار يتصف بالصراحة والشفافية بعيدا عن الأساليب التقليدية المعتادة".واكد الشيخ الشيخ د.أحمد الناصر ان الكويت ستواصل أثناء رئاستها لهذه الدورة الدفع بمسيرة العمل العربي المشترك خدمة لأهداف ومبادئ ميثاق جامعة الدول العربية والاستمرار بمساعيها وجهودها الحثيثة لتنقية الأجواء وتقريب وجهات النظر بين الاشقاء بهدف تحقيق التضامن العربي المنشود والتأكيد على عمق الروابط والعلاقات الأخوية التي تربط دولنا العربية.القضية الفلسطينيةوقال: نقف اليوم لنجدد دعمنا وتأييدنا للقضية الفلسطينية العادلة والتي تعتبر الركيزة الأساسية للسلام في الشرق الاوسط وأهم عوامل الاستقرار في المنطقة، مضيفا نؤكد موقفنا المبدئي والثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة والدعوة إلى إعادة إحياء عملية السلام على أسسها السليمة المبنية على قرارات الشرعية الدولية وحث الأطراف الدولية بما في ذلك اللجنة الرباعية على اتخاذ الخطوات العملية من أجل اطلاق مفاوضات ذات مصداقية تعالج جميع قضايا الحل النهائي، كما كما نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي في دعم وكالة الأونروا مؤكدين على الاستمرار في دعم الوكالة ودورها الحيوي في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والغوثية للشعب الفلسطيني.الأزمة اليمنيةوقال الشيخ د.أحمد الناصر: وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية التي دخلت عامها السابع وفي ظل ما يعانيه الشعب اليمني الشقيق من مآسي وتدهور حاد للحالة الإنسانية والصحية نتيجة استمرار هذه الأزمة المأساوية وكذلك التداعيات الخطيرة لتفشي الأوبئة وجائحة كورونا فأننا نعرب عن دعمنا لمبادرة المملكة العربية السعودية لإيجاد حل سلمي في اليمن وأهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.وأضاف "ونؤكد من جديد على موقفنا الثابت بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لمعالجة هذه الأزمة المستند على المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لا سيما القرار 2216 ودعم جهود المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ ونعبر عن القلق إزاء التصعيد العسكري الذي تشهده الآن بعض المدن اليمنية وندين ونستنكر بأشد العبارات كافة الاعتداءات والهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية الشقيقة من قبل الميليشيات الحوثية مؤكدين وقوفنا إلى جانب المملكة لكافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها باعتبار أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي".العراق وقال د.الناصر: وبالنسبة للوضع في العراق الشقيق فإننا نشيد بما صدر عن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والذي عقد مؤخرا في العاصمة العراقية "بغداد" من نتائج تصب في صالح أمن واستقرار العراق والذي ينعكس بدوره على استقرار المنطقة بأكملها ونؤكد هنا دعمنا لاستقرار العراق الشقيق الذي يمر بمرحلة مهمة من مسيرته السياسية تتمثل في الانتخابات البرلمانية التي ستنعقد بتاريخ 10 أكتوبر 2021 والتي تتطلب من دول المنطقة والمجتمع الدولي دعمه ومساندته لعقدها ولتمكين الحكومة العراقية من ترسيخ مقومات سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية تلبية لتطلعات وطموحات شعبه الشقيق.سوريةوأضاف "وحيال القضية السورية فنؤكد على قناعتنا الثابتة في عدم وجود حل عسكري لهذه الأزمة وأن الحل الوحيد هو من خلال تسوية سياسية وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 والمضي قدما في عمل اللجنة الدستورية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وفقا لقرار المجلس الوزاري الأخير 2585 والاستجابة لتطلعات الشعب السوري الشقيق ولا يفوتنا ان نؤكد في هذا السياق على أن الجولان السوري المحتل هو أرض عربية محتلة من قبل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في مخالفة صارخة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن"، مشيدا في هذا الصدد بالجهود المثمنة التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون.ليبيا وفيما يخص القضية الليبية، قال الشيخ د.أحمد الناصر: أننا نؤكد أهمية التوصل إلى توافق حول الاستحقاقات السياسية والامنية والدستورية التي تقود الى اجراء الانتخابات الوطنية المقررة في 24 ديسمبر 2021 واستكمال اعمال اللجنة العسكرية (5+5) تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بما يحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق ويضع حدا لكافة التدخلات الخارجية بما تنطوي عليه من تهديد للأمن والاستقرار في ليبيا والإضرار بالأمن القومي العربي تنفيذا لمخرجات مؤتمر برلين 1 و2 وقرارات مجلس الأمن 2510 و2570 و2571 والبيان الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 15 يوليو 2021 كما نؤكد استمرار دعمنا كذلك لجهود السيد يان كوبيش المبعوث الاممي الخاص لليبيا الهادفة لتسوية الازمة الليبية.أزمة سد النهضةوقال: نعرب عن تضامننا التام مع جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان الشقيقتين في حل أزمة ملء وتشغيل سد النهضة ورفضنا لأي اجراء أحادي يمس حقوقهما المائية باعتبار أن أمن مصر والسودان المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي مؤكدين بذات الوقت دعمنا لكافة المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء هذا الملف بما يراعي مصالح كافة الأطراف وذلك وفقا لقواعد القانون الدولي واعلان المبادئ الذي وقعته كل من أثيوبيا ومصر والسودان عام 2015.الملاحة البحريةوأضاف "كما نعرب عن بالغ القلق من التبعات الخطيرة لتهديد أمن وسلامة الملاحة البحرية والتأكيد على أهمية مبدأ حرية الملاحة في المياه الدولية وفقا لقواعد القانون الدولي واتفاقية قانون البحار وضمان أمن وسلامة الملاحة البحرية في الخليج العربي وبحر عمان والبحر الأحمر وتأمين خطوط امدادات الطاقة .وقال الشيخ د.أحمد الناصر في ختام كلمته: وأخيرا نؤكد على إدانتنا ورفضنا لجميع أشكال التدخلات الخارجية التي تمس سيادة أي من الدول العربية الشقيقة، مشددين على إدانة تلك التدخلات في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية باعتبارها تمثل انتهاكا صارخا لسيادة الدول وتجاوزا لكل الأعراف والقواعد القانونية الدولية.إشادة بأبو الغيطأشاد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء رئيس الدورة العادية الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، بـ"الجهود المثمنة التي يبذلها أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، مؤكدين له وهو يدشن فترة ولايته الثانية دعمنا المتواصل لهذه المنظمة العتيدة ورسالتها السامية والشكر موصول لجهاز الأمانة العامة على ما بذلوه من جهود مقدرة في الإعداد والتحضير المميزين لهذا الاجتماع والذي يأتي بأسلوب مبتكر عبر الوسائل الالكترونية بدلا عن الوثائق الورقية الأمر الذي يعد خطوة هامة لتطوير طرق وأساليب عمل الجامعة وموائمتها مع التطبيقات العالمية الحديثة".جدول الأعمالناقش اجتماع الدورة العادية الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، كافة البنود المدرجة على جدول الأعمال والقرارات والموضوعات المعنية بدعم وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما تضمنته البنود المدرجة كذلك من قضايا ومواضيع تتعلق بالتطورات الراهنة في المنطقة.تهنئة لوزير خارجية الجزائرهنأ الشيخ د.أحمد الناصر وزير خارجية الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على تبوئه منصبه الجديد رمطان العمامرة، متمنيا له التوفيق والسداد والنجاح في مهامه، مضيفا "ولا يفوتني الترحيب بمشاركة كل من وكيل الأمين العام والمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني والمبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيش".