الاثنين 23 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
وزيرة الأشغال تلقي خراب الطرق على الوزراء السابقين
play icon
كل الآراء

وزيرة الأشغال تلقي خراب الطرق على الوزراء السابقين

Time
الأحد 24 سبتمبر 2023
View
63
حسن علي كرم

وزيرة الأشغال الدكتورة أماني سليمان بو قماز، ليست بحاجة للتعريف، اذ يكفي أن نذكر عائلة بوقماز حتى نرى أماني راية من راياتها العالية، لكن ذلك لا يعني انها غير قابلة للنقد أو أقله إبداء ملاحظات.
حتى وإن كانت عابرة في مجال مسؤوليتها كوزيرة لأهم وأخطر مؤسسة حكومية، فوزارة الاشغال منذ تأسيسها لم تتخصص في توزيع أو نثر ورود، انما نثر الاسفلت الاسود، ورصف الطرق لراحة شاغلي الطرق.
واعتقد ان طرقنا في السنوات ما قبل الغزو كانت جيدة، أو أقلها لم تكن بتلك المأساة التي تبدو عليها حالياً، والتي باتت محل الشكاوى ليس من مستعملي الطرق فقط، لكن حتى زوار الكويت اولى ملاحظاتهم الطرق السيئة، وكأنها مقابر لدفن الموتى، أو ان هناك مؤامرة أو اتفاقا بين الوزارة ووكالات السيارات، لتحفير وتكسير الاسفلت، وجعل السائق مجبراً للدوام في كراجات وورش تصليح السيارات، بدلاً من الانصراف لأعمالهم!
السيدة الوزيرة تقترب خبرتها كوزيرة للاشغال نحو اربعة اعوام، وفي هذه الاعوام التي يفترض ان تقوم بإصلاح ما أفسده السابق على حد تصريحها الاخير، لكنها ألقت المسؤولية على وزراء الاشغال السابقين، وكأنها تقول "انا مش مسؤولة تسلمت الوزارة على خرابها، والبناء مش زي الهدم".
واذا سلمنا بمقولة الوزيرة التي في يقيني، وفي يقينها بعيدة كل البعد عن الواقع المزري، لكن لنسلم بصدق رؤيتها، لكن ماذا حدث في الاربع سنوات من وجودك في الوزارة، ما الانجازات التي نفذت في عهدك؟
أقول أنت تعرضتي لاستجوابين ووقفت على منصة الاستجواب، وكانت ردودك على اسئلة النواب، كانت كافية لتترك المقعد لمن هو اقدر على ادارة وزارة، مهمتها تنفيد البنية التحتية لدولة لا زالت تحت التجارب الفاشلة.
المسألة ليست الطرق الخربة، لكن هناك المناهيل والمجاري والامطار، وهندسة الطرق التي مع اول زخة للمطر حتى غرقت الشوارع، فيما تبرر الوزارة مبررات مضحكة وغبية!
ان المسؤولية على قدر من يتحملها، نحن لا نشك بإخلاص الوزيرة وانجاح مهمتها، إلا أن الاخلاص وحده لا يكفي من غير افكار خلّاقة تقضي على ما أفسده السابقون، هذا اذا صحت التهمة. المشكلة وبصراحة القول، ان الطرق، وكل اعمال الوزارة التي ينفذها مقاولون رئيسيون او بالباطن يعلمون جيداً ان الوزارة لا، ولن تقوم بسحب عقد المقاولة منهم حتى، وان تجاوزوا مدة العقد، وهناك امثلة كثيرة.
أنا هنا لا اريد أن اضرب امثلة بعبث، وتلاعب المقاولين، وعدم اتخاذ الوزارة اجراءات عقابية على مخالفاتهم، الشوارع المكسرة وصمة عار، وفشل لدولة تدفع مليارات قروض ومنح لدول من اموالنا، ويبنون هناك حضارات وتنهض ببلدانهم، ونحن فاشلون، بل عاجزون كيف نوظف ملياراتنا لنهضة بلدنا!
اقول، وكلي خيبة واسف ان الكويت ضحية من ضحايا فاشلين وعابثين وعديمي الضمير، وان اموال الكويت يتمتع بها اكلوا السحت والمراهنين على طاولات القمار.
علة الاشغال ليست بوزير يأتي وآخر يرحل، انما لا شيء تغير على الوزارة منذ تأسيسها، فسجل هذه الوزارة بُني على الفساد، فيا ستي انت لن تكوني الا كالوزراء السابقين، فوزارة الاشغال تحتاج الى لفتة جادة وقوة جبارة، وتصحيح ما أفسدته الأيام.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار