منوعات
"وشاح" السورية... استعادت أنجح الموشحات والقدود الحلبية
الثلاثاء 08 أكتوبر 2019
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب: عادت أيام الزمن الجميل وعبق الماضي بكل ما تحمله الكلمة وارث الأجداد الفني وعظمة المقامات الموسيقية في القاعة المستديرة بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، من خلال استضافة فرقة «وشاح» السورية ورغم أن رباعي أعضاء الفرقة يعيشون في المهجر بفرنسا وبلجيكا إلا انهم يجتمعون دائما على حب الموسيقى وهذا الإرث الجميل، لنشره في كل دول العالم، من خلال الموشحات الحلبية والأندلسية والقدود الحلبية والقطع الموسيقية النادرة وغيرها، فقد عاش جمهور القاعة المستديرة مع الرباعي مروان فقير على آلة الكمان، إياد حيمور على آلة القانون، وفواز بكر عازف العود، ومطرب الفرقة عازف الإيقاع خالد الحافظ، أمسية موسيقية غنائية رائعة حملت معها الكثير.أبحرت الفرقة في زمان بعيد وحضارة مختلفة في القطعة الموسيقية الأولى، التي افتتحت بها الأمسية من مقام حجاز كار كردي، ثم انطلقت مع ثلاثة موشحات قديمة الأول من ألحان عمر البطش بعنوان «يمر عجبا ويمضي»، الموشح الثاني أضفى على الأجواء جمالا وجعل القاعة المليئة بالجمهور أكثر صمتا للاستمتاع هو «يا غزال الرمل» من تلحين زهير المنيني، حيث فاجأ خالد الحافظ الجمهور بصوته الشجي الجميل، أما الموشح الثالث فكان بعنوان «لم يكن هجري حبيبي عن قلى»، الذي استعاد معه الحضور الذكريات الجميلة وانتشر الدفء في أرجاء المسرح. وواصلت فرقة «وشاح» تألقها وانسجامها مع الجمهور بعدما أبهرته واصبح هناك تفاعل ملحوظ، فقدمت موشح «مر التجني بديع المحيا»، وأكملت بموشح «يا حسن مظهر يبدو سناه». لم يتوقف سحر الموسيقى وجمال الموشحات والقدود في هذه الليلة، التي أراد «الرباعي» ان يتذكرها الجميع بكل حب، لاسيما انهم يزورون الكويت للمرة الأولى، حيث انطلقت في الوصلة الثانية من خلال مقام الهُزام وقدمت مجموعة من الموشحات والقدود القديمة منها «كم وكم الصدود يا أملي»، و»بالله يا باهي الجمال يكفي التجني». ثم انطلقت مع مقام البياتي من خلال «إنما أنت قمر»، والمعروف أن مقام البياتي هو أكثر المقامات استخداماً في الموسيقى الشرقية، أما الموشحات الأخرى فكانت عبارة عن مقامات قديمة هي «سل نجوم الليل تنبيك عني»، و»بالله يا باهي الشيم». واختتمت الفرقة الليلة من خلال القدود الحلبية المعروفة ومنها «مالك يا حلوة مالك هو الغرام غير حالك»، وتعرف القدود بأنها الفنون الموسيقية السورية العربية الأصيلة، التي اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم. من جهته عبر مطرب الفرقة عازف الإيقاع خالد الحافظ عن سعادته وزملائه بالتواجد في الكويت وتقديم هذا الحفل أمام الجمهور الكويتي، وقال لقد تفاجأنا بهذا الجمهور الكبير الذي ملأ القاعة، مشيرا الى انها الزيارة الأولى لهم في الكويت وسعداء بها. وقال ان الفرقة قدمت امسيات في العديد من دول العام من بينها لبنان، البحرين، وعدة دول من أوروبا، وأيضا في الجزائر، لافتا بانه لا يوجد خطة سنوية للفرقة، وان لديهم حفلا في مونتريال بكندا في نوفمبر المقبل. المعروف أن فرقة «وشاح» تقدم القطع الموسيقية والغنائية الشرقية والكلاسيكية وفقا للمقامات، التي انتشرت في تركيا وبلاد الشام ومصر، وتهتم الفرقة على نحو خاص بفن الموشح والقد الذي ازدهر في بلاد الشام ومصر، وبالأخص في مدينة حلب، حتى أواسط القرن الماضي بشكليه الغزلي والصوفي. وتنتقي الفرقة أعمالها التي تقدمها بعيدا عن المألوف، سواء في الارتجال الغنائي والموسيقي الموزون وغير الموزون.