الثلاثاء 10 يونيو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

وصية من ذهب

Time
الأربعاء 26 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

الوصية التي أوصى بها صاحب السمو الأمير المفدى الوزراء الجدد وشدد عليها، وصية رائعة تكتب بماء الذهب، ولو التزم بها المعنيون لرأيت كويت الماضي تتجسد امام عينيك،ولتحققت البساطة التي يبحث عنها المواطن الكويتي المخلص الذي يتطلع الى انجاز معاملته من دون واسطة او رشوة او حبة خشم او استعانة بمندوب من اياهم.
المؤكد ان الوزراء الجدد سوف ينسون وصية الامير الذهبية بمجرد خروجهم من الديوان الاميري بعد اداء القسم، وسوف يسيرون بركاب زملائهم الذين سبقوهم، والذين نسوا الوصية قبل خروجهم من الديوان!
ما يجب ان يعرفه الجميع ان ليس هناك وزير يستقبل مواطنا في مكتبه نهائيا باستثناء اصحاب الحظوة من المقربين، واصحاب المصالح المتبادلة والحزبيين وبعض أعضاء مجلس الامة،وليس كلهم،فالأبواب مغلقة في وجه المواطن البسيط العادي، وإذا كتب الله عليه ان يدخل معاملته عن طريق البريد فعليه ان ينتظر سنة كاملة على الأقل، وقد تأتي مرفوضة بعد طول انتظار.
وصية الامير، حفظه الله ورعاه، وصية من ذهب، وصية الوالد الحريص على أبنائه، وصية القائد الحريص على راحة شعبه، وصية المحنك الذي يعرف معاناة الناس ويعرف مالذي يؤلمهم، ويسمع صوتهم، ولكن المؤسف حقا ان هذا القائد الفذ والمايسترو العظيم فرقته لاتجيد العزف، والا هل يعقل ان ينتظر مواطن سنة ونصف السنة حتى يقابل وزير الداخلية،وهي بالاساس وزارة خدمات مرتبطة ارتباطا قويا بمصالح المواطنين؟ وبقية الوزراء لايختلفون عن الداخلية،وإذ كان المواطن محظوظا وقابل الوكيل وجده من دون صلاحيات لا يستطيع التحرك خوفا من التجميد الذي هو حاصل فعلا، فقد تحول منصب الوزير من منصب سياسي الى منصب تنفيذي، جمع كل الصلاحيات بيديه، وترك الناس تئن خارج أسوار الوزارة.
الوصية الذهبية للأمير رعاه الله لو التزم بها الوزراء الجدد،والذين قبلهم، لتغير الامر، ولكننا مع شديد الاسف نسير من سيئ الى أسوأ، وولاة الامر لايسمعون صوتنا بعد ان زادوا طول الحاجز الذي بيننا وبينهم، فمن مصلحتهم الا نصل لولاة الامر ليسمعوا صوتنا وتنكشف بيروقراطيتهم التي اودت بِنَا ان أصبحنا غرباء في بلدنا...زين.
آخر الأخبار