الخميس 10 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

وظائف النخبة

Time
الخميس 23 فبراير 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

كانت الناس في السابق تتسابق على التوظيف في الخارجية، او الديوان الاميري، تلك الوظائف التي لا يحصل عليها الا ذو حظ عظيم، اذ تعتبر واجهة اجتماعية محترمة، خصوصا الديوان الاميري، اما الخارجية فالحرص كان على الالتحاق بالسفارات، والحصول على البدلات، والاعفاءات الجمركية للاستفادة من بيع السيارات المعفاة من الجمارك.
الا ان كل تلك الوظائف لم يعد احد يحرص عليها، فوظائف النخبة اصبحت بمؤسسة الموانئ، وراتبها الخيالي الذي يسيل له اللعاب، والبدلات والمميزات التي لا حصر لها، وكأنما هي تتبع حكومة تختلف عن حكومة بقية ادارات الدولة، لذلك تجد ان التوظيف بمؤسسة المواني اصبح حصرا على ابناء وبنات واقرباء الوزراء، وبنات وابناء واقرباء من نال الرضا من اعضاء مجلس الامة من اصدقاء الحكومة فقط، اما بقية الناس فعليهم ان ينتظروا الاعلان ليتقدموا، والنتيجة معروفة مسبقا الرفض، حيث لا مكان لمن ليس من تلك الفئات التي مسموح نقلها حتى من "الاوقاف" الى الموانئ، وشتان بين التخصصات!
لا تستغرب اذا انتظر المواطن البسيط سنوات في ديوان الخدمة بانتظار فرصة عمل، بينما ابناء النخبة يتم ترشيحهم الى اي مكان لا يرغبه الناس، ثم ينقلون بالاستثناء الى الموانئ!
وحتى لو الغيت قرارات النقل المخالفة بعد ان يرتفع صوت الناس بالاحتجاج، فالقرارات تلغى، لكن
لايحاسب احد مثل رئيس ديوان الخدمة، ومستشاريه الوافدين الذين صدر عنهم قرار حظر النقل والتدوير، وفي الوقت نفسه يستثنون، وعلى رؤوس الاشهاد اصحاب النفوذ لانهم يعلمون علم اليقين ان ليس هناك من يحاسبهم، ولا خوف على وظائفهم، وبهذه الطريقة تتم محاربة الفساد الذي اصبح يمارسه اصحاب النفوذ.
فقد تم الغاء القرارات المخالفة، لكن لم ولن تحاسبوا احدا على اعتبار ان كل تلك القرارات كانت عبارة عن أخطاء مطبعية، وليس فيها تعمد، ولا كسر للقانون الذي يطبق على المواطن العادي فقط.
فسياسة "الهون ابرك ما يكون" لا تزال سارية المفعول مع "كبار" المسؤولين ولاداعي للمحاسبة!
متناسين حديث الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) الذي يُبكي الحجر، والذي يفرض على من بيده الامر ألا يفرق بين الناس، ويطبق القانون على الجميع، حين قال (صلى الله عليه وسلم): "والذي نفسي بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
‏الان البحث جار عمن سرب الاوراق، لكي نختصر الطريق على الذين يبحثون نقول لهم: إن الذي سرب القرارات مواطن مثله مثل آلاف المواطنين المقهورين الذين هم ضد مبدأ من "صادها عشاها عياله"، والذين أوجعتهم التجاوزات، ولن يتوقف التسريب حتى تتوقف التجاوزات، ومادام هناك كتاب سري فهناك تسريب...زين.
آخر الأخبار