الأحد 29 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

وغابت الكويت!

Time
الثلاثاء 06 يونيو 2023
View
8
السياسة
طلال السعيد

واضح جدا من نتائج الانتخابات ان كل من أدلى بصوته فيها لم يصوت للكويت، كل الذين ادلوا باصواتهم الا من رحم ربي منهم لم يصوت للكويت، فلقد غابت الكويت بعد ان صوت من حضر الانتخابات، مع الاسف الشديد، على اساس طائفي، وحزبي، وقبلي، ومناطقي، وعائلي، أو مادي بعد ان باع صوته، فحضرت كل الوان الطيف في مجتمعنا، وغابت الكويت!
نعم من قاطع أكثر ممن حضر، وقد تكون اهم اسباب المقاطعة ان من قاطع لم يجد الكويت بين كل المرشحين، ففضل الغياب على الحضور، على اساس ان الغياب وسيلته المتاحة والسهلة للاحتجاج المشروع، فليس هناك قانون يلزم المواطن بالمشاركة في الانتخابات، وليس حضور الانتخاب او الغياب عنه مقياسا صحيحا للوطنية.
فهناك من لم يستطع ايصال صوته لولاة الامر الا من خلال مقاطعة الانتخابات، ولمن لم يستوعب اسباب الغياب الواضح عن هذه الانتخابات، نقول: من قاطع حاول ارسال رسالة قوية جدا لمن يعنيهم الامر، فلم تكن المقاطعة بالصدفة، او بسبب العلاج في الخارج، فالمقاطعة متعمدة،وقد اجتمع رأي بعض المواطنين الكويتيين عليها من دون تنظيم، او ترتيب، ولكنه اجماع شعبي بمقاطعة للانتخابات لارسال رسالة لولاة الامر، فهل وصلت رسالتهم التي لم ترسل للحكومة المقبلة، ورئيسها الذي سوف يكلف بتشكيلها فقط، بل وللمجلس القادم ورئيسه الذي سوف ينتخب من قبل الاعضاء؟
الرسالة مفادها باختصار شديد لا بد للحكومة ورئيسها القادم والمجلس ورئيسه القادم ايضا، بغض النظر عن الاسماء والتوجهات، لا بد لهم من التصالح من الاغلبية العظمى من الشعب الكويتي، التي تعمدت مقاطعة هذه الانتخابات. والمصالحة التي يجب ان تحصل ليست "بحب الخشوم"، بل بانكار الذات، والعمل الجاد من الجانبين، والتعاون من اجل مصلحة البلاد والعباد، بعد ان طغت المصالح الشخصية والحزبية ومشتقاتها الاخرى على مصالح الوطن والمواطن، وانتشر الفساد والرشوة، واختلت التركيبة السكانية، وتم تجاوز اهل العقد والحل، واحفاد المؤسسين، واسند الامر لغير اهله، حتى وضعونا امام خيارين لا ثالث لهما، فإما مع هؤلاء او مع هؤلاء، وكلا الخيارين مر.
ولعلم الجميع الحلول كثيرة، فالامر لا يتوقف على الفريقين المتصارعين، وكأن ليس بالكويت سواهما، فالكويت ولادة ومليئة بالرجال الاكفاء الحريصين على بلادهم، وليس لهم اهداف شخصية، ويرون ان عجلة التنمية لا بد من ان تدور بشكل صحيح، وتعود الكويت عروس الخليج، ولؤلؤة تاجها كما كانت، وتستمر الحياة.
فقد مللنا وقف الحال والنزاعات التي تحركها المصالح الشخصية، وكأننا مجبرون على ان نتبع هذا فيخوننا ذاك، او نتبع ذاك ليخوننا هذا، وكأن الزمن توقف عند هذا الحد.
اما اذا لم تصل الرسالة حتى الان فعلى الكويت وشعبها المخلص السلام...زين.
آخر الأخبار