كتب - فالح العنزي:"لو قسمت قلبي ستجده نصفين تونسي وكويتي"، بهذه العبارة عبرت المطربة التونسية المقيمة في الكويت وفاء بوكيل، عن محبتها للديرة وارتباطها بها، إذ لا يمكن أن تمر مناسبة وطنية أو اجتماعية محلية إلا وتجدها متواجدة بصوتها ومشاعرها، وفاء التي انتقلت للإقامة في الكويت منذ سنوات، كونت قاعدة خليجية جماهيرية وأصبحت واحدة من ألمع الأصوات النسائية المرغوبة في الأعراس والمناسبات:تقول وفاء: عندما تسألني عن الكويت كأنك تنتزع قلبي من مكانه، هي كويت الخضراء بقلوب شعبها وناسها، مثلما أتنفس حب بلدي تونس أعشق تراب هذا الوطن المعطاء، كويت الوفاء والصداقة والسلام، كويت قامات الأغنية الخليجية محمود الكويتي وعبدالله الفضالة وعوض الدوخي و"شادي الخليج" عبدالعزيز المفرج وعبدالكريم عبدالقادر وصالح الحريبي، هذا الامتداد العريق الذي واصله عبدالله الرويشد ونبيل شعيل ونوال ومحمد المسباح ومحمد البلوشي ما يزال ينبض بأصوات عبدالعزيز الضويحي وأحمد الحريبي وعبدالقادر الهدهود وغيرهم العشرات من الأصوات التي حملت المسؤولية الغنائية وما تزال، والذاكرة هنا تخون في ذكر البقية، تحدثني عن علاقة ارتبطت بها منذ بدايتي، أتذكر جيدا عندما كنت في تونس وغنيت "سامرية" استغرب البعض ما هذا اللحن والايقاع، فن مبتكر وجديد لم يعرفه الجمهور التونسي، رغم أن الاغنية الخليجية ذائعة الصيت لكن مطربة تونسية تغنيه كان محل استغراب ومفاجأة.تضيف بوكيل: الصدفة جعلتني أنقل اقامتي إلى الكويت، لقد زرتها ليس طلبا لمال أو حاجة فالحمد لله اعتبر نفسي ميسورة الحال، انما لهذه الأرض سحر قوي جعلني ارتبط بها وكأنها بلدي وهي كذلك، عشقت طرقاتها وشعبها وكل تفاصيلها، لذا عندما غنيت "وصلت الكويت" فعلا كانت نابعة من قلبي ففاضت جوارحي باحساس عندما تغنيت بها، في كل أعيادها الوطنية أحاول أن أكون متواجدة بعمل فني راق يليق بمكانتها.وتضيف المطربة التونسية: عندما كنت في الخامسة من عمري تقدمت للمشاركة في برنامج ماما لطيفة كان شبيها ببرنامج ماما أنيسة الشهير خليجيا، عندما تقدمت تلك الطفلة لتقدم مشاركتها المتواضعة فغنيت لأم كلثوم، كادت مقدمة البرنامج ماما لطيفة أن تصاب بالاغماء، كانت تتوقع مني أداء طفولي متواضع، وظل حب ماما لطيفة معي حتى غنيت في حفل زواج ابنها.وكشفت بوكيل، عن اسلوب مبتكر في تواصلها مع جمهورها من خلال ألبوم غنائي جديد يضم من ست إلى ثماني أغنيات وقالت: في حدود شهرين أطرح أغنية او أغنيتين من ضمن الأغنيات، اعتبرهما بمثابة "السنغل"، منها مصورة فيديو كليب ومنها مسموعة، لقد اكتشفت بأنها طريقة جيدة للتواصل والاستمرارية، والكثير من المطربين بدأوا يتبعون هذا الاسلوب "حتة حتة".وعادت المطربة التونسية، بشريط ذاكرتها الى انتمائها لبيت عشق الفن بمجالات مختلفة، فوالدها رسام ووالدتها تعشق الموسيقى، هذا البيت الفني انجبها لتتعلق بأصوات جبابرة الأغنية العربية ومنهم المطرب لطفي بوشناق الذي لا يتوانى في الاشادة بصوتها ولا يبخل في توجيهها، وتتابع: تخيل جبل الأغنية التونسية يقف الى جانبي ويناصفني حب الكويت، عندما تجد صوتا يتتلمذ في مدرسة بوشناق، فتأكد بأنه لا بد أن يكون تلميذا نجيبا، علاقتي بأستاذي بوشناق نشأت قبل أكثر من عشرين عاما تعلمت منه اللهجة الخليجية وكيفية اتقانها غناءا، علما بأن بدو تونس لهجتهم مقاربة جدا للهجة الخليجية.عن تلقيها عرضا لخوض تجربة التمثيل قالت: لن أقول لا، لكن ذلك لا يعني نعم، عندما عرض علي المشاركة في مسلسل "يا زينة عيوني" كانت القصة انسانية صرفة، لكن ماذا سيعرض الله أعلم، لا يعرف الانسان ماذا يخبئ له القدر، لكني كنت ولا أزال متفرغة للغناء والطرب وارضاء ذائقتي وتأتي الأقدار بما يكتبه الله، علما في الأغنيات المصورة نمارس دور الممثل عندما يكون هناك سيناريو مكتوب بأداء تلفزيوني درامي.

وفاء تتوسط منى شداد والمايسترو محمد البعيجان