وفاة آخر "ملوك الجدعنة" يوسف شعبان عن 90 عاماً

نعت نقابة المهن التمثيلية المصرية، الفنان الكبير يوسف شعبان، عن عمر يُناهز 90 عاماً، في مُستشفى العزل بالعجوزة إثر إصابته بفيروس "كورونا".
واكتشف شعبان اصابته بالفيروس الأسبوع الماضي، إثر عودته من لبنان، حيث كان يصور دوره في المسلسل الرمضاني "عش الدبابير" الذي تغير اسمه إلى "ملوك الجدعنة" مع مصطفى شعبان وعمرو سعد، من تأليف عبير سليمان، وأدخل على إثر ذلك أحد مستشفيات المهندسين، وبعدما تدهورت حالته الصحية، نظرا لسنه الكبير فضلا عن معاناته من فشل كلوي، وتم نقله إلى العناية المركزة بمستشفى العجوزة.
وقالت الإعلامية زينب ابنة الفنان الراحل، أن والدها عاد من لبنان إلى مصر، بعدما اشتد عليه المرض ولم يكن يعرف أنه مصابا بالفيروس، وعندما عرف بإصابته بالفيروس المستجد أصيب بصدمة نفسية، كما أن الأسرة حزنت بشدة لمعاناته من المرض.
وأوضحت زينب أن والدتها إيمان الشريعان، مصابة بفيروس كورونا أيضاً نتيجة مخالطتها للفنان الراحل، ولكن حالتها الصحية أفضل من حالته ومستقرة بشكل كبير، وانها جاءت من الكويت لتكون بجانب والديها.
زينب التي تولت الرد على الشائعات خلال الايام الفائتة، عبر مداخلات هاتفية مع التلفزة، ذكرت قبل وفاته بساعات قليلة، أن حالة يوسف شعبان حرجة وهو موضوع على جهاز التنفس الاصطناعي، وقالت: "صحيح الشائعات كثيرة بس حالة بابا حرجة، وهو كان تعبان والضغط بينزل ويرتفع ولما رجع مصر من لبنان اكتشفوا أن لديه كورونا".
يذكر أن الفنان الراحل يوسف شعبان، أطل العام الماضي بمعية ابنته زينب في تلفزيون الكويت، وتحدث عن العلاقة التاريخية بين مصر والكويت، وارتباطه بزوجته الكويتية منذ 30 عاماً، وبعد هذا اللقاء زادت مقابلاته في الصحف والفضائيات وكان ينتقد دائما تعرض جيله للتهميش في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أنهم "قدموا فنا حقيقيا ولم يجمعوا ثروة".
مرت السنوات سريعا، وتقدم العمر بالفنان الراحل الكبير، وانحسرت عنه الأضواء وقلت أعماله، لينزوي في حياته الأسرية إلا من تكريم هنا وهناك عن مجمل مسيرته المتميزة، لكنه كان يشعر بأن لديه طاقة يجب استثمارها في الدراما والإفادة من خبرته الطويلة ونجوميته.
استرجع الفنان شعبان، في لحظات كثيرة، شريط الذكريات ووقف أمام ملصقات أفلامه الرائعة مثل "ميرامار، معبودة الجماهير، في بيتنا رجل"، وتذكر مواقف لا تنسى جمعته مع جيل الزمن الجميل، وصوره مع نجوم كبار رحلوا عن الحياة".
شعر الفنان يوسف شعبان بالحزن، لأن شركات الإنتاج أدارت له ظهرها ولم يعد مطلوبا، ورأى أن هذا ظلما كبيرا لأنه ما زال قادرا على العمل ولم يعتزل.
في أحد لقاءاته الأخيرة قال الفنان شعبان: الحمد لله صحتي جيدة جدا، وكل الأخبار المتداولة عن تراجع حالتي الصحية واعتزالي التمثيل شائعات لا أساس لها من الصحة، وفي هذا الزمن تكثر الشائعات بشكل غريب.
كان الفنان شعبان يدرس الحقوق وانتقل إلى التمثيل، فهل ندم على ذلك؟ يجيب: نعم كنت أدرس بكلية الحقوق وبسبب عشقي للتمثيل، تركت المحاماة والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وشجعني على هذا الفنان الكبير كرم مطاوع والراحل عبدالله غيث، وبصراحة شديدة لم أندم على هذا القرار لأنني أعشق الفن، كما أنه ساهم في خلق علاقة من الود والحب بيني وبين الجمهور.
عن الأعمال التي صنعت نجوميته وحقق معها الانتشار، يقول: أرشيفي الفني يضم العديد من الأعمال الفنية الرائعة في المسرح والسينما والتلفزيون، لكن هناك أعمالا شكلت نقلات في مشواري الفني منها مسلسل "الشهد والدموع" أمام عفاف شعيب، فيلم "ميرامار" تأليف الأديب الكبير نجيب محفوظ وإخراج كمال الشيخ، ومسلسل "الوتد" مع هدى سلطان.
ونفى الفنان الراحل اعتزاله التمثيل، قائلا: لم يحدث أنني فكرت في اعتزال الفن، لأنني مؤمن بأن الفنان الحقيقي لا يعتزل ويعمل حتى آخر لحظة في عمره، لكن الأزمة أن جيلي يتعرض للتهميش، ولا أعرف هل هذا متعمد أم صدفة... أنتمي إلى جيل رائع، قدم فنا حقيقيا وفشل في تكوين ثروة مالية، وأتمنى أن تلتفت شركات الإنتاج لجيلي لأنه قيمة وتاريخ كبير، فلو تأملت المشهد في الوقت الحالي لن تجد زملاء جيلي الكبار في أي عمل معروض على الشاشة.
وكشف الفنان يوسف شعبان عن ترشيحه للمشاركة في المسلسل التاريخي "خالد بن الوليد": نعم رشحت لأداء دور مهم في العمل، لكن تم تأجيله، ولا أعرف مصير العمل. كما تم ترشيحي للمشاركة في مسلسل "بالحب هنعدي" مع الفنانة المصرية الكبيرة سميرة أحمد، وبكل أسف مرت 4 سنوات ولم يحدث أي شيء، أتمنى العودة للعمل وتقديم أدوار تناسب المرحلة العمرية التي أعيشها.
يقول الفنان شعبان، عن الجيل الجديد "توجد مواهب حقيقية في التمثيل والإخراج، ولديهم رغبة في تقديم فن جيد، لكن يجب أن يعلموا أن الفن ليس عضلات ومسدسات، فقد غابت الدراما الاجتماعية، التي تناقش قضايا حساسة تهم الناس، الفن قوة مؤثرة وأتمنى أن يدرك الجيل الجديد هذا الأمر وتعود الدراما الاجتماعية المؤثرة من جديد".