الأولى
/
منوعات
وفاة الموسيقار إحسان المنذر... مبدع "نبع المحبة"
الأربعاء 03 أغسطس 2022
5
السياسة
غيب الموت أمس الموسيقار اللبناني إحسان المنذر، عن عمر ناهز 75 عاماً بعد صراع مع المرض، إذ تدهورت صحته أخيراً ونقل إلى المستشفى، حتى أعلنت وفاته صباح أمس، وأشارت نقابة "محترفي الموسيقى والغناء في لبنان" إلى تشييعه عصرا ودفنه في "روضة الشهيدين".ويعد الفنان الكبير المنذر، ابن حارة حريك في الضاحية الجنوبية، من ألمع الموسيقيين خلال العقود الماضية، وله تأثير كبير في موسيقى الأجيال المتلاحقة، إذ جاءت البداية الموسيقية صدفة، حين أهدى والده آلة الأكورديون لأخيه، لكنه أهملها، بينما اهتم بها إحسان وداوم على العزف عليها.وحين سمع صديق والده البلجيكي عزف إحسان موسيقى "عزيزة" للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، اقترح عليه الانضمام للمعهد الأكاديمي، لإتقان العزف باحترافية، وقد التحق إحسان بالكونسرفتوار الوطني لدراسة البيانو، والنظريات، وتلقى دروسا خاصة مع الروسي تشيسكينوف في بيته برأس بيروت.عرف الجمهور العربي الفنان المنذر مطلع الثمانينات، ملحنًا وقائد أوركسترا ولمع اسمه في العديد من المناسبات الموسيقية العربية، وقد بدأ رحلة التلحين مع الفنانة ماجدة الرومي، التي حققت معه نجاحا كبيرا في تلك الفترة، بأغنيتي "نبع المحبة" و"ما حدا بعبي مطرحك". كما كانت بدايته مع التوزيع الموسيقي الأوركسترالي لألحان سواه أيضا عبر ماجدة الرومي في أغنيتي "خدني حبيبي" و"عم يسألوني عليك الناس".بعد نجاح الفنان راغب علامة، في "ستديو الفن 80"، تولى المنذر تلحين بعض أغنياته الأولى ومنها "الكتب العتيقة"، "بكرا بيبرم دولابك"، "عن جد بقلك عن جد"، "لو شباكك ع شباكي"، "برافو عليكي"، وغيرها.ذاع صيت الموسيقار المنذر، خلال تلك الفترة واشتهرت أعماله ومنها ألبوم أطفال في خمس أغنيات للفنانة ماجدة الرومي، وأشهرها "طيري يا عصفورة" من شعر جوزيف أبي ضاهر، التي انتقل لحنها إلى إيطاليا وانتشرت هناك، ثم "كلمات"، لماجدة الرومي، "قف يا زمان" لجوليا بطرس، شعر إيليا أبو شديد.توسعت رقعة ألحان المنذر في التسعينات وعمل مع فنانين كبار، منهم صباح، وليد توفيق، سميرة سعيد، وائل كفوري، أنوشكا، نجوى كرم، باسكال مشعلاني، علاء زلزلي، ملحم بركات، وميشلين خليفة.قرر الموسيقار المنذر، بعد شهرته في التلحين الاتجاه إلى العمل السينمائي، وألف الموسيقى التصويرية لفيلمي "الانفجار" و"المخطوف" بداية الألفية الجديدة.نال المنذر، خلال مسيرته الطويلة تكريمات وجوائز عدة، منها الجائزة الأولى من تونس العام 1994 في مهرجان "الميكروفون الذهبي" عن أغنية سمية بعلبكي "لا أريد اعتذارا ً"، والجائزة الثانية في 1996 من مهرجان القاهرة عن أغنية لور عبس "نهر الأيام"، وتكريم آخر من مصر العام 2006 من جمعية فناني الإسكندرية بدار الأوبرا.تولى الفنان المنذر، قيادة الفرقة الموسيقية لبرنامج "ستديو الفن" إخراج سيمون أسمر، بين عامي 1982 و1988.وفي العام 1992، أنشأ الستديو الخاصّ به، ليسجّل فيه أعماله وأعمال سواه.فور إعلان وفاة الموسيقار المنذر، نعاه العديد من الفنانين معبّرين عن حزنهم لخسارة هذه القامة الفنيّة الكبيرة، التي وضعت بصمتها الخاصّة على أهمّ الأعمال التي لا تزال محفورة في الذاكرة.شاركت الفنانة ماجدة الرومي، مقطع فيديو تؤدي فيه إحدى أغنيات الفنان الراحل مرفقة بصورته، وعلقت عليها "وداعاً إحسان المنذر".وكتب هشام بولس: "رحل الموسيقار الكبير إحسان المنذر عائداً إلى نبع المحبّة الذي منّ عليه بموهبته ونبل أخلاقه ومحبّته واحترامه لنفسه وللجميع.. المبدعون لا يُغيَّبون، هم حاضرون دائماً في أعمالهم"، بينما كتبت الفنانة ألين لحود: الله يرحمك أستاذ إحسان المنذر.. خسارة كبيرة للفن"، وغرد الفنان زين العمر: "أولى أعمالي الفنية كانت مع المبدع إحسان المنذر بعمل رومانسي من بين كل البشر اليوم خسرنا صديق وفنان كبير من لبنان، لروحك السلام موسيقارنا".وكتبت الفنانة نجوى كرم: "فقدنا فنّان كبير بفنّو وأخلاقو وآدميتو.. إن شاء الله تكون نفس الأستاذ إحسان منذر بالسما". كما نعاه الإعلامي ريكاردو كرم: "أغنى إحسان المنذر المكتبة الموسيقية بألحانٍ نجحت في اختبار الزمن وسكنت الذاكرة الجماعية. يغيب عنّا في أصعب أيامنا وأكثرها قسوة. لروحه نصلي ونطلب من الرب من خلال لحنه: (حبسونا بعلبة خلصنا يا ربي يا نبع المحبة وحدك ساكن قلبي لا تتخلى عنا، عينك ع وطنا بالإيام الصعبة)". بينما كتبت الفنانة كارول سماحة: "الفنان ما بموت لأن أغاني عايشي بذاكرتنا وبوجداننا"، فيما غرد الإعلامي شربل خليل: "لبنان يخسر فناناً كبيراً آخر.. الرحمة لروحك".وشاركت الفنانة يارا في النعي قائلة: "فنّان ومايسترو كبير من بلدي وداعاً إحسان المنذر.. الله يرحمك ويجعل مثواك الجنّة ويصبّر عائلتك وكلّ محبّينك".كما نعاه الصحافي جمال فياض قائلا: "رحل صديق العمر ورفيق الأيام الحلوة، الفنان الطيب الموهوب المسالم الذي كان شريك نجاح لكبار نجحوا واستمروا … رحل إحسان المنذر… صوت الموسيقى اليوم مكسور وحزين، سيذكرك لبنان في كتاب مبدعيه".