وفاة سليمان الياسين بعد رحلة عطاء فنية مؤثرة

كتب - مفرح حجاب:

غيَّب الموت الفنان الكبير سليمان الياسين عن عمر 71 عاما إثر وعكة صحية أدخل على إثرها المستشفى وظل في العناية الفائقة الى أن توفاه الله. يعد الياسين من رواد الساحة، وينتمي للجيل الذهبي الذي عمل مع الراحل صقر الرشود، وحصد خلال مسيرته العامرة بالعطاء الكثير من الجوائز، لا سيما أنه موسوعي الثقافة، فرنسي الدراسة، كما كان ملهماً بالأعمال الدرامية ومن أهم الفنانين الذين ساهموا في نهضة الدراما الحديثة، خصوصا مع الفنانة سعاد عبدالله.
تحدث العديد من الفنانين عن مناقب الراحل، حيث اعتبر الفنان جاسم النبهان ان رحيل الياسين خسارة كبيرة، لا سيما انه رائد وكان مثالا للالتزام والخلق الطيب، وأكد أنه شاهده منذ 24 ساعة بالمستشفى ودعا له لكن قضاء الله قد نفذ، بينما قال الفنان ابراهيم الصلال ان الياسين شخصية مؤثرة في الفن، مشيرا الى ان الدراما والمسرح فقدا فنانا بمعنى الكلمة ساهم بحرفية وموهبة وثقافة عالية.
وقال الفنان احمد الشطي رئيس المسرح العربي: ان الراحل كانت بدايته مع الوالد فؤاد الشطي وقدم الكثير من الأعمال من بينها مسرحية الثورة، رحلة حنظلة، منوها الى انه رغم انضمامه لفرقة الخليج الا انه كان دائم التواجد في فرقة العربي واعمالها.
بينما قال الفنان سمير القلاف، ان الياسين من الفنانين المؤثرين في الإذاعة، عملت معه لسنوات وكان شخصية مبدعة وسينارست يتقن كتاباته.
يعد الفنان الراحل من أعمدة الفن، يتميز بشخصية هادئة، مثقف أكاديميا، في رصيده كثير من الأعمال المهمة، أنهى دراسته في جامعة باريس، عمل في تلفزيون الكويت وشغل مراكز عدة قبل أن يتقاعد، وأسس شركة آمار للإنتاج.
على صعيد الأعمال شارك في 1969 بفيلم "قرص الموت"، اتجه إلى المسرح في "ضاع الديك"، "الدرجة الرابعة"، "شياطين ليلة الجمعة"، "يا غافلين"، "بحمدون المحطة"، "حفلة على الخازوق" إخراج صقر الرشود، ثم "الواوي"، و"مجنون سوسو".
في 1980 قام بتأليف أول عملٍ "أشياء ضرورية"، وفي 1982 كتب فيلم "غداً أمي قالت لي"، تبعته في 1984 تجربته الإخراجية بمسرحية "وخر لا يعاديك"، وفي 1985 كتب ومثل فيلم "الانحدار".
تابع الياسين التمثيل بمسرحيات "ردوا السلام"، "الأوانس"، "احذروا" في السنوات الثلاث التالية، وفي 1989 شارك في "القضية خارج الملف"، ونال جائزة الدولة التشجيعية في التمثيل وجائزة مهرجان قرطاج للفنون المسرحية عن أدائه المتميز.
في التسعينات ركز على الدراما التلفزيونية تمثيلا وتأليفا، انقطع لمدة عامٍ وعاد بمسلسل "بقدر ما تحمله النفوس" من تأليفه وتمثيله وفي الأعوام التالية تفرغ للتمثيل حيث شارك في عشرات الأعمال، وحصل عن الفيلم التلفزيوني "العقد" من تأليفه على الجائزة الفضية بمهرجان تونس للإذاعة والتلفزيون، وفي 2009 نال جائزة أفضل ممثلٍ دور أول في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الكويت المسرحي عن دوره في مسرحية "ثورة"، كما فاز بجائزة المرحوم كنعان حمد المقدمة من المسرح العربي، وشارك في لجنة التحكيم في مهرجان الخرافي المسرحي العام 2009.
ليعود بمسرحية "حرب النعل" تأليف إسماعيل عبدالله.
تزوج الياسين من فرنسيةٍ وله منها ابنتان هما سارة وماجدة. ويتحدث الفرنسية بطلاقة.