السبت 19 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

وفاة "فارس السينما العربية" عزت العلايلي

Time
السبت 06 فبراير 2021
السياسة
فجعت الساحة الفنية العربية بوفاة مفاجئة للفنان المصري الكبير عزت العلايلي، عن عمر يناهز 86 عاماً، رغم عدم معاناته من أمراض ومشاركته حتى آخر أيامه في الأعمال والمناسبات الفنية.
وأعلن نجله د.محمود العلايلي وفاة والده أثناء نومه. كما نعت نقابة المهن التمثيلية العلايلي، ونشر الفنان أشرف زكي صورة للفنان الراحل، وعلّق عليها: "البقاء لله، فارس الدراما العربية".
وكشف محمود العلايلي أن والده توفي أثناء نومه، بينما قال نقيب الممثلين أشرف زكي، أنه تحدث معه هاتفيا مساء الخميس عن أعمال جديدة وقضايا تهم الفنانين.
وشُيعت جنازة الفنان العلايلي من مسجد المروة بمدينة السادس من أكتوبر، ورغم الرثاء الكبير الذي ناله الراحل عبر منصات "السوشيال ميديا" وحلول اسمه "ترند" في كثير من الدول العربية عقب إعلان الوفاة، إلا إن جنازته لم تشهد إلا عدداً قليلاً من أهل الفن، تقدمتهم وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم، د.أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، إلهام شاهين، خالد النبوي، الفنان الكبير رشوان توفيق، د.خالد عبدالجليل.
لم يكن العلايلي، مجرّد فنان كبير مثقف، بل أيضا إنسان من الطراز الرفيع، وانعكست حياته الشخصية على أدواره فقدّم أعمالاً من علامات الفن.
نال العلايلي بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية العام 1960، لكنه لم يبدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه بسبب رعايته إخواته الأربعة بعد وفاة والده، فعمل فترة كمعد برامج تلفزيونية، قبل أن تأتيه الفرصة الحقيقية من خلال فيلم "رسالة من امرأة مجهولة" العام 1962، بينما كانت بدايته في فيلم "يسقط الاستعمار" مع شادية وحسين صدقي وجاءت مشاركته فيه بالصدفة.
ويوثّق الفنان الراحل بنفسه ذلك، من خلال لقاء صحافي، بأن والد زميل له بالمدرسة يعمل ريجيسيراً، طالبه بأنه يُخبر زملاءه في الصف بفرصة المشاركة في الفيلم، وتحمس للفكرة، وشارك به.
حصل العلايلي على عشرة قروش مقابل المشاركة، وكان سعيداً للغاية، وذهب حينها من "ستديو شبرا" إلى حى "السيدة زينب" سيراً على الأقدام ليجد والده قد حرر محضراً في قسم الشرطة، معتقداً أنه تعرض لحادث أو خطف، بعدما غاب نحو 20 ساعة بسبب التصوير.
ولد العلايلي في منطقة باب الشعرية بالقاهرة، وسافر إلى الإسكندرية وعمره ثلاثة أعوام، ثم عاد إلى القاهرة في سن 12 سنة ليعيش في حي السيدة زينب، وشهد منزله على حبه المبكر للفن، بعدما أظهر موهبة في تقليد فنانين، في النطاق الأسري، منهم محمود شكوكو، ويوسف وهبي.
أسس عزت مسرحاً صغيراً في منزله، وأخبر أهالي المنطقة بأن من يرغب في مشاهدته، وهو يقلد الفنانين، عليه الحضور إلى المنزل مقابل قرش واحد.
لا يمكن فصل حياة العلايلي الخاصة عن الفن، لكنه مع ذلك رفض حضور زوجته الراحلة سناء الحديدي اي مناسبات فنية، حيث تفرغت لبيتها، ولم تصدق شائعات ارتباط زوجها بزميلات له لثقتها فيه، كما انهما تعاهدا من البداية أن يعيشا بمبدأ المصارحة والمكاشفة حتى وفاتها، وكانت زوجته سناء الحديدي صديقة خاصة ومخلصة للفنانة الراحلة سعاد حسني.
في حياة العلايلي مواقف لا تنسى، منها أنه بعد ثورة يوليو 52 كانت الدولة في كفاح ضد الإنكليز، خصوصا في مدن القناة، ودفعته الوطنية وحماسة الشباب للانضمام إلى الفدائيين هناك، بعدما سجل اسمه لدى أحد المحامين للسفر والجهاد، لكنه عاد في اليوم نفسه من هناك. في هذه الأثناء تم الاعتداء على جمال عبدالناصر في الإسكندرية بحادث المنشية الشهير عام 1954، وألقي القبض على بعض أعضاء جماعة الإخوان، وبينهم هذا المحامي "الإخواني" وتم إلقاء القبض عليهم واستمر حبسهم 21 يوماً، خلال الأيام التي قضاها العلايلي في السجن، تعرّف إلى كبار الكتاب أمثال عبدالرحمن الخميسي وحسن فؤاد، وهؤلاء ساهموا في تشكيل وعيه السياسي، ورغم أنه لم تكن له علاقة بالسياسة، إلا أن هذه الأيام تعلّم فيها السياسة، واستمر في حبه لعبدالناصر.
تعددت أعمال العلايلي ليشارك في عشرات الأعمال بين السينما والتلفزيون، أحد أهم أدواره كان في فيلم "الأرض" عام 1970 إخراج يوسف شاهين، وتوالت أعماله الرائعة مثل الطريق إلى إيلات، أهل القمة، المنصورية، التوت والنبوت، وفي المسرح شارك في عروض عدة من أهمها أهلا يا بكوات، ثورة قرية، وغيرها.
حصل على جائزة أفضل ممثل عن دور "القبطان راضي" قائد العملية الأول في "الطريق إلى إيلات" الذي استغرق تصويره عاما كاملا وتقاضى عنه 25 ألف جنيه فقط.
وشارك العلايلي، سعاد حسني في 6 أفلام هي "الاختيار، غرباء الناس والنيل، على من نطلق الرصاص، القادسية، أهل القمة".
وللعلايلي 10 أفلام في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية: "بين القصرين 1964، قنديل أم هاشم 1968، الأرض 1970، الاختيار 1971، زائر الفجر 1975، على من نطلق الرصاص 1975، السقا مات 1977، إسكندرية ليه؟ 1977، أهل القمة 1981، الطوق والأسورة 1986".
آخر أعمال العلايلي مسلسل "قيد عائلي" العام الماضي.
ونال العلايلي تكريما ضمن فاعليات الدورة الماضية رقم 36 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط.
وأطلق عليه الجمهور ألقاب عدة كان من بينها "فارس الدراما والسينما العربية"، كما حصد خلال مسيرته الطويلة العديد من الجوائز والتكريمات.


عزت العلايلي في مهرجان الإسكندرية السينمائي

آخر الأخبار