الأخيرة
وقفات احتجاجية!
الثلاثاء 13 ديسمبر 2022
5
السياسة
طلال السعيدلافتة للنظر كثرة الوقفات الاحتجاجية هذه الايام، او الاعتصامات، للمطالبة بالحقوق من العاملين في اجهزة الدولة، او العاملين في القطاع الخاص، واخرها وقفة العاملين في القطاع النفطي الخاص، مطالبين الحكومة بالالتفات الى معاناتهم!بعض تلك الوقفات تنتهي الى لا شيء، او لا يستفيد منها منظموها، وبعضها تؤدي الغرض المطلوب منها، وتتحقق بعض المطالبات، لكن السؤال المهم: هل هذه الوقفات تعتبر ظاهرة طبيعية، ام ان كثرتها تدل على ان هناك حلقة مهمة مفقودة على الحكومة البحث عنها؟لا بد للحكومة من احتواء كل هؤلاء، من خلال فتح الحوار والتحدث معهم، وسماع وجهات نظرهم، ومحاولة اشراكهم في القرار، فمن يشترك معك باتخاذ القرار يتحمل معك المسؤولية!على سبيل المثال لا الحصر، وزير النفط (المنتخب) لم يجتمع مع نقابات العاملين في "النفط" بقطاعيه، الحكومي والخاص، منذ تعيينه، فكان ذلك سببا مباشرا بالوقفات الاحتجاجية الكثيرة.كذلك وزير الاعلام (المعين) لم يجتمع منذ تعيينه برؤساء تحرير الصحف المحلية، ولا الالكترونية، ولا حتى النشطاء في مجال الاعلام، ولا مديري الفضائيات منذ تعيينه، وبدلا من الاجتماع بهم، والاستماع الى وجهات نظرهم، ومحاولة احتوائهم، لجأ الوزير الى طريق آخر، وهو الاخطر عليه وعلى الحكومة، وهو طريق التخويف والترهيب، من خلال رفع القضايا على كل النشطاء، متصورا ان في هذا طريق النجاح، بينما طريق النجاح الحقيقي هو بالقدرة على احتواء الاعلام غير الرسمي، بجميع انواعه، للوصول الى تعاون صادق يجعل الوزير قادرا على تحريك الاعلام الكويتي كله، الرسمي والشعبي، اذا جاز التعبير، خصوصا في قضايا الوطن، ومصالح البلاد العليا، مثلما يحصل في مصر! عكس ما هو حاصل حاليا فقد أصبح وزير الاعلام محاصرا بأسوار وزارته ليس له نفوذ خارجها!شبهت الحكومة بالطائر الذي لا يستطيع ان يحلق من دون جناحيه، جناح رسمي وجناح شعبي، لكن مشكلتنا ان كل من تسلم الكرسي تصور انه يستطيع ان يحقق بنفسه ما لم يحققه غيره، وفي النهاية يتعثر عند اول اختبار، وتتعثر الحكومة كلها معه، ويخسر الجميع، الا ان الخاسر الحقيقي هو سمو رئيس مجلس الوزراء، ويقول الشاعر:"الطير بالجنحان محلا رفيفه واذا انكسر حدى الجناحين ما طار"... زين.