وكيل الأشغال

طلال السعيد

مثلي مثل أكثرية الشعب الكويتي لا نعرف وكيل الاشغال، ولا نعرف من أين جاء الى الوزارة، حتى أصبح وكيلًا لها، وهذا لا يهم فالشيوخ أبخص، لكن ما يهم بالأمر ان السيد الوكيل منذ تعيينه لم يصرح بشيء الا انه بالأمس القريب قال إن طرق الكويت سوف تكون أفضل الطرق في المنطقة!
كنا نتوقع من الوكيل ان يعتذر من الشعب الكويتي على تأخير تصليح الطرق اكثر من سنة، حتى دار الحول، ولم تتقدم الوزارة خطوة واحدة على طريق إصلاح الطرق التي لا يزال يتطاير منها الحصى بعد الأمطار الأخيرة، أو ان الوكيل المحترم يعتذر من الشعب الكويتي عن عدم الانتهاء من مجاري الأمطار، حتى اننا غرقنا بشبر ماء، فقد مرت سنة كاملة، وهم يدورون في حلقة مفرغة لا يستطيعون الخروج منها، وكنا نتوقع ان يعتذر الوكيل لكل مواطن اصابه الضرر من حفرة في شارع، أو تكسير، أو تشققات اصابت سيارته بعطل!
كل هذا لم يحصل وبدلًا من الاعتذار يوعدوننا ان في سنة 2035 ستكون طرقنا الأولى في المنطقة، اما من الان وحتى ذلك التاريخ فليتحمل الشعب الكويتي حرب الشوارع، والحصى المتطاير، وتكسير السيارات، أو هذا على الأقل ما نفهمه من تصريح الوكيل الذي سكت دهرا، ولم نسمع له تصريحا قبل هذا، وياليته بقي ساكتًا لكان أفضل بكثير من تصريحه الذي لا ينفع ولا يشفع، فالناس تريد تعاملا جديا مع واقع مؤلم نعاني منه يوميا في كل طرق الكويت من دون استثناء، حتى في داخل المناطق، والوكيل المحترم يطلب منا الانتظار الى 2035 ، أو بالأصح هذا ما صرح به الوكيل بعد صمت طويل، متجاوزًا معاناة الشعب الكويتي مع خراب الطرقات!
كنا بانتظار حلول عملية، وعمل على قدم وساق لإصلاح جميع الطرق والقضاء على الحصى المتطاير، الذي لم نكن نعرفه من قبل، الاّ بعد ان دخل الفساد في تنفيذ مشاريعنا، وأصبح كل شيء عندنا مشكلة، فلم يكن احد يصدق في السابق ان الحصى سوف تتطاير من الطرقات، لكن مع الأسف الشديد أصبحت طرقنا سيئة، ومسؤولو الاشغال يريدون منا الانتظار 15سنة مقبلة!
المشكلة أن كبار المسؤولين لا يحاسبونهم على تصريحاتهم، والمجلس مشغول عنهم، والله المستعان...زين.