ولادة متعسرة

طلال السعيد

إن اختيار رئيس مجلس الوزراء حق مطلق لصاحب السمو الامير، لا يشاركه فيه احد، فهو من يختار، ونحن لسنا مع العجلة بتشكيل الحكومة، ولسنا ايضا مع تشكيل حكومة بمن حضر، فالمرحلة تتطلب حكومة من نوع خاص، وزراء سيادة، سياسيين وليسوا تنفيذيين، ولا ايضا موظفين بمرتبة وزير، يقودون البلاد بكفاءة ونزاهة نحو مستقبل افضل.
هذا ما اتفقت عليه كل شرائح الشعب الكويتي، محذرة من التوسع بتوزير النواب الذين سوف ينقلون معهم مخيمهم الانتخابي الى الوزارة، كما حصل في السابق منذ حكومة بعد الغزو التي شكلها الشيخ سعد، رحمه الله، الذي كان شغله الشاغل في ذلك الوقت تصحيح أخطاء النواب الوزراء، وتدوير الشيوخ الوزراء، واضافة الشرعية على تصرفات اعضاء "الاخوان المسلمين" في الوزارة الذين كان ولاؤهم للحزب وليس للدولة، رغم تحالفهم مع الشيخ سعد اثناء تشكيل الحكومة، وبالتالي انشغل الشيخ سعد بالترقيع لهذه التوليفة الخطيرة اكثر من انشغاله بأمور الدولة!
المهم في الامر أن هناك تجارب في تاريخ تشكيل الوزارات في الكويت تجب دراستها، وعدم تجاهلها من قبل رئيس مجلس الوزراء المكلف كي لا تتكرر أخطاء من سبقه، فالظروف، المحلية والاقليمية والدولية لا تحتمل الخطأ.
كلنا نعلم علم اليقين أن الكويت ولادة، وفيها من الرجال من يستطيعون قيادة الدولة ويحققون الانجازات اذا أُعطيت لهم الفرصة، اما حين يكون الاختيار من الدائرة الضيقة جدا نفسها، ومورست الضغوط من كل صاحب نفوذ، واصبحت المسألة ترضيات ومحاصصة فعلى دولة المؤسسات السلام!
ليس عيبا ان يعتذر رئيس مكلف عن عدم التكليف، لكن العيب حين يجبر على القبول بوزراء لا يستطيع التعاون معهم، او لا يراهم مناسبين!
تأخر التشكيل او خرج الى النور هذا اليوم لن تختلف هذه الوزارة عن تلك، ولن تجد من أعضاء مجلس الامة من يحاسب او يطيحها كلها، او بعضها، والله المستعان... زين.