ولي أمرنا

طلال السعيد

يقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في حديث صحيح:" من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، والمعنى ان الانسان الذي ليس له امير يعتبر شاذا عن القاعدة، فدين الاسلام دين جماعة، حتى ان صلاة الجماعة في الاجر افضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
والبيعة ليس شرطا ان تؤخذ من المواطن بنفسه، فهناك مجلس الامة، وهناك اصحاب الحل والعقد الذين يمثلون الناس، اما اذا انتظر الحاكم اخذ البيعة من كل مواطن بنفسه فلن يسعفه الوقت، لذلك اذا اجمع اصحاب الحل والعقد على البيعة شملت الشعب كله، حتى من لم يحضر، واصبحت ملزمة له، والبيعة لها شأن عظيم في الاسلام ولها اهميتها في الحفاظ على تماسك المجتمع وسلامة البلاد والعباد، ويعتبر نكث البيعة من الكبائر.
خوارج هذا العصر او معتنقو المذهب التكفيري، او المتطرفون شعارهم حاليا" لست ولي امرنا وليس في اعناقنا بيعة"، ليس في الكويت فقط، بل في كل دول الخليج تقريبا، فهؤلاء يحاربون الدول بخطبهم، ويؤلبون الناس على الحكام، اما في مصر فالجماعات نفسها تحارب الدولة بالسلاح بعد ان استنفدت خطبها التي كان الناس يجتمعون حولهم على تلك الخطب!
هذا الفكر التكفيري نسمعه يتردد بين حين واخر، والادهى والامر ان معتنقيه عددهم يتزايد، خصوصا بين فئة من الشباب المستهدف، الذين نجح مستهدفوهم باستدراجهم تحت بريق الشهرة الذي يشعرهم بأهميتهم، بعد ان كانوا على هامش الحياة!
والمؤسف ان الفكر الوسطي ودعاته لم يستطيعوا تغيير افكار تلك الفئة من الشباب، او اعادة تأهيلهم، أما اذا تركوا فان تأثيرهم سوف يصبح اكبر، خصوصا وانهم يتبعون اساليب تمت دراستها بشكل جيد، واعدتها لهم منظمات واحزاب عالمية تعرف كيف تغزو عقول الشباب، والدليل هذا الشعار الخبيث الذي يتم تداوله، بينما واقع الحال يقول إن في رقبتنا بيعة وأميرنا هو ولي أمرنا... زين.

[email protected]