كتب - فالح العنزي:بزغ نجم المطرب العراقي وليد الهاجري، في منتصف التسعينات مع وهج الأغنية العراقية، إذ اشتهر بقوة صوته وإجادته غناء المواويل والموشحات والطرب العراقي الأصيل، ظل اسم الهاجري يتردد بين الأسماء التي اشتهرت في تلك الفترة، خصوصا أنه كان يمتلك صوتا مميزا قبل أن تجبره الظروف على الخروج من العراق والاقامة متنقلا بين لبنان وأوروبا، لا سيما بعد استشهاد عدد من أفراد عائلته، وليد الهاجري صاحب الأغنية ذائعة الصيت "تدري شقالوا الشماتة" يتواجد هذه الأيام في الكويت في أول زيارة خاصة ربما تثمر عن اعمال جديدة قريبا.أشار وليد إلى أن الجمهور الكويتي كان الوسيلة الأكثر فاعلية في اتساع رقعة وانتشار اغنية "شقالوا الشماتة"، نعم هي كانت منتشرة لكن الجمهور الكويتي ساهم في انتشارها بشكل جارف، واوضح الهاجري بأن لهذه الأغنية قصة طريفة، حيث كانت في حوزته ويحتفظ بحقوقها ودفع أجور الكاتب والملحن والموزع لكنه يرفض غناءها، حتى ألح عليه الفنان صابر سالم وطلب منه دخول الستديو وتسجيلها ثم غادر بعدها حتى تفاجأ بالاداء الرائع الذي قدمه، فطرحت في سوق الاغنية و"كسرت الدنيا لطبيعة كلماتها التي أتمنى ان لا يعيشها كائن من كان".يقول الهاجري: "سعيد جدا بهذه الحفاوة التي استقبلني فيها الجمهور الكويتي، أثلج صدري التفاف الجمهور الذي التقيه في الكويت للمرة الأولى، ومعرفتي بالجمهور الخليجي عموما والكويتي خصوصا بدأت منذ منتصف التسعينات وما تلاها عندما وقفت على المسرح كمطرب محترف، الجمهور الكويتي ذواق وصاحب نظرة بعيدة، ناقد جيد وجميل يشبه في جماليته أجواء "المباركية" التي لاتزال تستقطب الزوار، منطقة تحمل كل معاني العراقة والعبق والتراث.ويضيف: "نعم اعتبرها زيارة خاصة تأتي بعد أكثر من خمسين عاما لزيارة والدي الذي مارس رياضة كرة القدم وكان لاعبا محترفا في الكويت منتصف السبعينات، بمجرد وصولي وحتى قبل فترة تلقيت الكثير من العروض لتقديم عمل كويتي كلاما ولحنا، لكنها كانت مجرد مشروعات وكلام، اما اليوم وبعدما التقيت بعض الأصدقاء تبادلنا أطراف الحديث وربما يجمعنا عمل فني عراقي كويتي فكرة ومضمونا.وأوضح الهاجري بأن الفن يظل رسالة وعلى المطرب الاجتهاد قدر استطاعته وايصالها بالشكل المطلوب، يوجد مطربين يتمتعون بأصوات متواضعة لكنهم يملكون احساسا بالغناء يجعلك تشعر بمدى عذوبة اصواتهم والعكس صحيح، المسألة تتوقف على ثقافة الفنان وتطوير أدواته والتعامل مع الفن بصورة راقية، شاطر من تظل اغنيته حاضرة على مدار عشرات السنين يستمع لها الجميع بين الحين والآخر في حين توجد أغنيات عمرها لا يتجاوز أشهرا وتختفي.ورفض الهاجري التعاون مع شركات الإنتاج على الرغم من اعدادها القليلة بسبب ما يراه تقييدا لحرية المطرب وفرض أسماء معينة وتوجيهه بحسب أهواء القائمين على هذه الشركة وهذا ما يرفضه كونه مطربا لا يؤدي إلا ما يحرك احساسه وليس متلقيا عليه الانصات فقط .وأخيرا أكد الهاجري بأنه يستمتع جدا بمتابعة كل ما يطرحه الفنانون الكويتيون أمثال عبدالكريم عبدالقادر، عبدالله الرويشد، نوال وبلبل الخليج، الذي اعتز به وابعث له من خلال هذا اللقاء "بوسة على وجناته".

وليد الهاجري

وليد في ضيافة "ع السيف"