وليد عبيد يوثق المرأة وأحوالها بريشة الواقعية التعبيرية

كتب - جمال بخيت:


يرسم التشكيلي المصري وليد عبيد اشكال امرأة بل يدون بريشته نساء في احوال واحوال، ويتخذ من مدرسة الواقعية طريقا ابداعيا الى التعبيرية الحقيقية فتأتي حكايات النساء مدونة بالحزن تارة وبالفرح تارة أخرى، ويرسم المهرج والمرأة المتحررة والصديق ويرمز له بالوفاء الحيواني، ثم يصور الجد اليتيم وعلامات الوحدة الانسانية تكسو الوجه، لاشك ان كل هذه الاشكال التي تتخذ عمقا بارعا في جماليات الصياغة تشكل اهم خطوات الفنان نحو رصد هذا التنوع الانساني، فضلا عن الأداء المميز في تصوير البورترية وعالم الالوان الجارف الذي يقف امام الاعجاب وينحني لهذه الصياغات الاتية من مخزون اسقاطي فني برع الفنان في تصويره، ليمنح المتلقي هذه الفسحة الكبيرة من التأمل عبر براعة المرسوم ومعانيه وخروجه عن المألوف بتحفظ بديع، استطاع ان يرصد خلاله كل هذه المواقف واللحظات الهائلة التأثير .
استخدم الفنان وليد في لوحاته رمزًا من رموز القوة البشرية باتباعه منهج الواقعية التعبيرية، التي يتجلى من خلالها قوة الرصد، وجدية الخطوط، وواقعية المطروح، استخدم الألوان الداكنة ربما بهدف إيصال رسالة القهر والضعف المحاطة بها كل امرأة مصرية، رمزية استخدام الشراشف والسرير المتهالك ،ولون الحائط الرمادي الداكن، ربما حملت كل هذه العناصر رسالة مؤثرة تعبر عن الالم والمعاناة.
يقول عبيد: لم أفكر فى التكنيك أبدا وأنا أرسم، وأعمالي تجسد الواقية التعبيرية، فالواقعية المجردة في رأيي دائما تظهر قصصا جافة قليلا، وتميل إلى الأحوال السلبية، لكن التعبيرية ترسم قلبا رسمه الأحبة على شجرة، وردة على الأرض، فالتعبيرية تجذبني من الواقعية البحتة فالواقعية هي الأداة التي استخدمها للوصول للتعبيرية .
ويضيف: فكرة المعرض تتضمن المرأة بأحوالها المختلفة ،وتعمدت إبراز صورة المرأة المضطهدة، أو حتى العاهرة، لأن ليس شرطاً ان تكون العاهرة إنسانة سيئة بل ممكن أن تكون افضل من نساء كثيرات، وأنا أردت إعادة هذا الطرح مرة ثانية كأنني أعيد صياغة المحفوظات الاجتماعية ،وهذا له علاقة بسوسيولوجيا الفن وتداخله مع المجتمع، فالفن الحقيقي معادلته صعبة. تظل اعمال الفنان وليد عبيد علامة جمالية في طرح قضية المرأة والانسان.