وماذا بعد الخلية؟

طلال السعيد

أجهزة الأمن ألقت القبض على خلية إرهابية من تنظيم الاخوان، صدرت ضدهم أحكام في مصر، وهربوا منها الى الكويت المقر الآمن لهم، فلدينا من نافذي التنظيم من يُؤْمِّن لهم المأوى والمصروف الى ان يتم توظيفهم مستشارين في أهم وأخطر الأماكن الحكومية!!
الجهات الرسمية لم تكشف الاسماء حتى الآن، ولكن من المؤكد أنهم ليسوا وحدهم وان هناك من يُؤْمِن لهم الرعاية، والمسألة ليست مسألة هذه الخلية فقط، بل مسألة مايقارب 200 الف مصري قدموا الى البلاد في اثناء وبعد حكم الاخوان لمصر، ولا اعتقد انه صعب على أجهزة الدولة تحديد التواريخ، وبالتالي التدقيق على كل من قدموا خلالها الى البلاد، سواء من الهاربين من الأحكام أو اذا كانوا مطلوبين لبلدهم، فالكويت لم ولن تكون في يوم من الايام مأوى للإرهابيين، حتى ان حاول البعض جعلها كذلك من اجل مصالح حزبية لم تعد خافية على أحد؛ وليس خافيا على احد ايضا الجسر الجوي الذي عمله اعضاء الحزب بين الكويت والقاهرة غدوا ورواحا، والله وحده يعلم ما الذي كان يحملونه معهم، والذي لم يكن يعرف بالسابق يمكن معرفته الان بعد الكشف عن كيفية دخولهم الى الكويت، والكفلاء، والذين تستروا عليهم منذ ذلك الوقت حتى الان، واعتقد ان شهية الاجهزة الرسمية سوف تنفتح ولن تكفيها خلية هؤلاء السبعة فقط، "فالذي بالفخ اكبر بكثير من العصفور".
قد يقول قائل: انهم لايضمرون للكويت شرا وبخاصة بعد ان وجدوا فيها الملاذ الآمن، وهذه كلمة الحق التي اريد بها باطل، فمنذ إحباط محاولاتهم الاخيرة والتي أسموها بالحراك الشعبي وهم خالدون الى النوم، والنوم عندهم يعني العودة الى العمل السري في السراديب، بانتظار أي فرصة تسنح لهم مع محاولاتهم تأجيج أي تحرك يخرج للشارع، ولعل التصعيد الاخير خير دليل فَلَو دققت الاجهزة المختصة لوجدت للإخوان يدا في التصعيد.
الأمر الاخر المهم، ما الذي يستفيده الوطن والمواطن من إيواء مطلوب في بلده ما لم يكن هناك حزب منظم يوزع الأدوار بين اتباعه؟ فهل يستطيع وافد دخول البلاد من دون تأشيرة عمل أو زيارة؟! فمن هو الكفيل ولماذا كفل هؤلاء الذين تحوم حولهم الشبهات بالذات؟! كل هذه الأسئلة ستجد الاجهزة المختصة اجابات واضحة عنها عند من يحقق معهم، ولم يتبقَ سوى كلمة شكر لابد ان نسجلها للجهد العظيم الذي بذل للقبض على الخلية، ولكن لابد من نشر التفاصيل كلها لكي يعرف المواطن من الذي يتآمر على أمن وطنه وماذا بعد الخلية... زين؟