طلال السعيديقولون إن الخروج الى ساحة الارادة حق من حقوق المواطن، ولا يحتاج الى ترخيص، والذي لا يمكنه التعبير عن رأيه ما عليه إلا أن يخرج الى تلك الساحة متحديا رفض الداخلية منح الترخيص اللازم، وما عليه الا ان يسرف في مدح الوزير فلا يقع تحت طائلة القانون!حتى بعض اعضاء مجلس الامة شاركوا في التجمع بعد شعورهم بالغبن حين جمدت الحكومة عضويتهم لمدة 200 يوم باستقالتها، فاصبحوا ليسوا اعضاء وهم اعضاء، ولم يجدوا امامهم الا الساحة اياها، ليشعروا بعضويتهم.كذلك من اسموا انفسهم نشطاء سياسيون، أو الذين يعتزمون الترشيح للمجلس المقبل، أو في حال حل هذا المجلس و"الملاقيف"، وهم الفضوليون ومن في حكمهم، كل هؤلاء اجتمعوا في تلك الساحة، فصرح من صرح، وتشنج من تشنج، وتهاوش من تهاوش، وصفق من صفق، واستعرض من استعرض، ولكل هؤلاء نقول: ماذا بعد؟لم يتغير من الأمر شيئا ابدا، فلا يزال المجلس معلقا، والحكومة مستقيلة، وجميعهم يشرقون ويغربون في الشعب الكويتي، ولا يزال الطريق طويلا، ونحن لاحول لنا ولا طول، فلم نستطع الضغط على الحكومة لصرف منحة المتقاعدين، أو معالجة القروض، فما الذي ستفعله تجمعات ساحة الارادة؟ المشكلة الحقيقية اننا كلنا لا نعرف ماذا نريد، فقد فشل الشارع فشلا ذريعا في السابق بقيادة الرأي العام، رغم الخروج والتجمعات والتظاهرات، فقد تفرقوا وتبرأ بعضهم من بعض بعد سحب أول جنسية، وصدور أول حكم، والتاريخ غير قابل للتزوير!باختصار شديد إذا اردنا التغيير علينا أن نغير انفسنا قبل أن نطالب بالتغيير، وللعلم فإن الرئيس المستقيل سوف يكلف من جديد تشكيل الحكومة، وما هذه الايام التي فاتت الا استراحة محاربين، سوف تعقبها مواجهات جديدة داخل المجلس، وسوف يرفع كتاب عدم التعاون من جديد، وغدا لناظره قريب... زين.
[email protected]