وين الحكومة؟

طلال السعيد

وين الحكومة؟ هذا السؤال يتبادر الى ذهنك حين يأتيك رابط فتفتحه بحسن نية ثم تكتشف انه "هاكرز" يسلبك محتويات حسابك البنكي، ويتسبب لك بمشكلات ليس لها اخر!
ويأتيك اتصال من رقم كويتي، وما ان ترد الا وولج الى حسابك وسحب مدخراتك، واخر يطلب معلوماتك، وثالث يقول تم ايقاف بطاقتك البنكية، ويتصل من رقم البنك الذي تتعامل معه، ورابع يزعم انه من البطاقة المدنية، ويطلب معلوماتك وخامس من الجوازات، وكله نصب واحتيال، وما اكثر ضحاياهم خصوصا اولئك الذين يقولون لك فزت بجائزة، أو الذين يعرضون عليك خدماتهم.
والواضح ان "الداتا" الخاصة بالكويتيين بين ايديهم، يعبثون بنا كيفما ارادوا، فإلى متى يستمر هذا الوضع المشين، واين الحكومة من كل هولاء؟
نعلم علم اليقين ان اغلب هذه الاتصالات تأتي من دبي في الامارات العربية المتحدة، فلماذا لا يتم التنسيق بين الدولتين للقضاء على هذه الظاهرة، وتجفيف منابعها، فمن الصعب جدا ان تصبح حساباتنا الشخصية تحت رحمة اردى جند الله، حتى وصل الامر في بعض الاتصالات انك بمجرد أن تفتح الخط، وقبل ان تجيب يستطيعون الولوج الى حسابك؟
وللعلم عمليات النصب و"التهكير" ليست في الكويت فقط، بل في جميع دول الخليج، لذلك لا بد من تنسيق بين الدول الخليجية لضرب اوكار النصب و"التهكير".
والغريب فعلا ان دول الخليج تنسق فيما بينها لتحصيل مخالفات المرور، بمعنى سيارة لوحتها كويتية تخالف في قطر يدفع صاحبها المخالفة في الكويت، لكن ما يحمي شعوبهم من عمليات النصب لايتفقون عليه!
ما يدعو للاستغراب انهم يتصلون من ارقام كويتية من دون خوف ولا حياء، وتبلغ الناس عنهم، ولا يتم القبض عليهم، ولا يتصور احد ان المسألة مسألة هواة، بل هم محترفون لديهم "كول سنتر" او مركز اتصال متكامل، يمارسون عملهم الاجرامي ونصبهم واحتيالهم من خلاله!
فهل اصبح صعبا على اجهزة الدولة الدقيقة رصد مثل تلك المراكز، وبالتالي مهاجمتها؟
ولا ننسى الاتصالات الاخرى التي ترد للمواطنين من شركات النصب الاخرى، التي اصبحت مزعجة جدا لكل المواطنين، ولعل هناك تنسيقا خفيا بين المتصلين وبين "الهاكرز"، فما ان تتصل بك احدى تلك الشركات الا ويأتيك بعدها مباشرة اتصال من "هاكرز" قد يتسبب بسلب مدخراتك.
كل من تعرض لحادثة نصب يسأل: اين الحكومة التي يجب ان تطور طريقة عملها تطورا يواكب تطور مراكز "التهكير"...زين؟