الأخيرة
/
كل الآراء
يا ابن الذيب "الشعراء يتَّبِعهم الغاوون"
الثلاثاء 28 يناير 2020
5
السياسة
حمد سالم المرييعتبر الشعر من أقوى الوسائل الإخبارية انتشارا وتخليدا للأحداث منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا فهو سلاح معنوي يستخدمه الشعراء في منازلتهم لأعدائهم، وكانت العرب في الجاهلية من أكثر الأمم اعتناء بالشعر، وقد جاء الإسلام، وظهر في عهده عدد من الشعراء الذين نصروه بشعرهم مثل شاعر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حسان بن ثابت (رضي الله عنه) فصدق فيهم قول رسول الله: "ان من البيان سحرا وإن من الشعر حكمة"، وفي مقابل هؤلاء ظهر شعراء وما زال اشباههم موجودين إلى يومنا هذا صدق فيهم قول الله تعالى: "والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون"، وذلك بسبب تمجيدهم للباطل من أجل التكسب المادي، أو نكاية بمن يخالفهم في الفكر والتوجه. من هؤلاء من يسأل بشعره (يشحذ الناس ليعطوه من مالهم) فتراه مرة يمدح فلانا من الناس حتى يعطيه، ومرة يذمه إذا منع عنه العطية، أو يدافع عن دولة أو قبيلة إذا اوته وأعطته، وبعد ذلك بفترة نراه يذمها ويسبها في أشعاره إذا انتقل إلى دولة أخرى أو تقرب من قبيلة أخرى.وقد ظهر علينا المدعو ابن الذيب بشعر يرثي فيه قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" الإيراني ويمدح فيه المرشد الإيراني علي خامنئي بقوله قاسم الكافرين وناصر الملة... عزل الأحرار ولو يزعل مني مئة داني"، ولم يكتف بذلك، بل تجرأ على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهذا الكلام لا يصدر إلا من شخص إما جاهل بعقيدة أهل السنة والجماعة، او شخص جاهل بالأحداث السياسية والعسكرية التي تحدث في المنطقة. أما من الناحية السياسية، فكيف بشخص خليجي عربي يرى ما فعله قاسم سليماني وفيلقه المسمى "القدس" والميليشيات الموالية له من قتل وتفجير لأهلنا في سورية وفي العراق، وتحكم إيران في لبنان وسيطرتها على مقدرات العراق، ومن ثم يرثيه بأبيات شعر ويمدح إيران؟وكيف بشخص عربي من المفترض لديه غيرة وحمية يمدح مرشد إيران علي خامنئي وهو يرى ما تفعله إيران من إثارة للقلاقل في المنطقة والتي آخرها إطلاق صواريخ من خلال طائرات مسيرة على مصافي البترول في المملكة العربية السعودية؟ ولا ننسى ما قامت به إيران من إثارة للفتن في مواسم الحج خلال منتصف الثمانينات من القرن الماضي وتفجيرها لمصافي البترول والمقاهي، ومحاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، في ثمانينات القرن الماضي أيضا، واستمرار تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية من خلال دعمها للمظاهرات وأعمال الشغب في مملكة البحرين وفي المنطقة الشرقية في السعودية، وإلقاء القبض على خلايا تجسس إيرانية في كلا من الكويت والإمارات والبحرين؟هذا المدح لإيران من قبل الشاعر ابن الذيب ليس وليد هذه اللحظة، بل سبق أن قال شعرا يمدح فيه "حزب الله" وقائده حسن نصر الله رغم ما يفعله هذا الحزب من مشاركة الميليشيات الموالية لإيران من قتل وتدمير لأهل سورية والعراق وسيطرته على مفاصل الدولة في لبنان حتى دخل لبنان في نفق الإفلاس والفوضى.اسأل الله أن يهدي الشاعر ابن الذيب للحق حتى لا ينطبق عليه قول الله تعالى "ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون". ونقول له إن المناكفة لمن يعارضك أو يعارض سياسة دولتك لا تكون على حساب العقيدة الصحيحة، ولا على حساب آهات ودموع اليتامى والأرامل في سورية والعراق.