يا رخص الرخص!

طلال السعيد

يا رخص الرخص، فبثمن بخس جدا، حتى وإن كان كبيراً في ذلك الوقت، إلاّ أن الميزات التي يتمتع بها المواطن الكويتي منذ الولادة حتى الوفاة تفوق بمئات المرات ما دفعه وافد سوري لقاء حصوله على الجنسية الكويتية بالتزوير!
فقد ألقت السلطات المختصة القبض على وافد سوري حصل على الجنسية الكويتية بالتزوير قبل 35 سنة، بعد عودته من قطر التي قضى فيها ثلاثة أشهر هاربا، ثم عاد ليتم إلقاء القبض عليه، وقد اعترف بدفع مبلغ ضخم لصاحب الجنسية لكي يضيفه الى ملفه ليحصل على الجنسية الكويتية!
هذه حكاية واحدة من حكايات كثيرة، بعضها يكتشف وبعضها يموت بموت أصحابها، ولا تزال هناك حكايات كثيرة لم تكتشف حتى الآن، وفي كل مرة يكتشف مثل هذا التزوير لا اهتم لاسم من اشترى الجنسية، بل أبحث عن اسم البائع لأجد انه هو الآخر حصل على الجنسية بطريقة يشك فيها، فجنسية هذا البلد غالية جدا على أهلها، ولا يمكن لمواطن يعرف معنى المواطنة الحقة أن يبيع ويشتري فيها مهما كانت الظروف والمبررات.
وعلى ما يبدو أن الحكومة تعلم كل شيء القديم والحديث، والدليل انها حين احتاجت الى سحب الجناسي أظهرت ما لديها من مستندات، وأوقفت كلاً عند حده، والحكومة لا تلام بذلك، فقد كادت الكويت تضيع فما الذي تنتظره الحكومة هذه المرة لإخراج بقية الملفات، خصوصا ان هناك أصواتا تخرج من هنا وهناك تطالب بإرجاع الجنسية لبعض من ثبت تزويرهم لها، فسحبت منهم، ما يدل على ان الحكومة تتعمد غض النظر لسبب أو آخر، إلاّ أن وضع اليوم يختلف كثيرا عن الامس، والحرب على الحكومة على أشدها، وقد تنجح الضغوط بليّ ذراع الحكومة التي تبدو حتى الآن ضعيفة أمام المجلس... زين.

[email protected]