يا سمو الرئيس

طلال السعيد

من الحقائق الثابتة التي لا تقبل الجدل ان العظيم من الرجال ليس الذي يصنع عظمته فقط، بل هو الذي يصنع العظماء من حوله، وهذه حقيقة يعلمها جميع صناع القرار في العالم، وتكاد تكون قاعدة من اهم قواعد الحياة.
يا سمو الرئيس:
دكتور في السياسة، من دون ذكر الاسم، بح صوته وهو يدافع عن قضايا الكويت في الماضي والحاضر، وفي كل المحافل السياسية، وكل الفضائيات، ويكسب الجولة تلو الجولة في المناظرات الصعبة، يحيله وزير اعلامكم المحترم الى النيابة العامة، بدلا من صرف مكافأة له، أو كتاب شكر، وهذا تقديره عندكم، ليس هو فقط، بل غيره كثير فهل هذا حصل برضاك؟
ليس هناك حكومة في العالم لا تحتاج الى الدعم الشعبي، ووزير اعلامكم المحترم يحيل النشطاء السياسيين الى النيابة العامة بتهم لا تليق بهم، فهل بقي لكم صديق؟
يا سمو الرئيس:
حتى وان كان الـ"مايسترو"، او قائد الفرقة فنانا كبيرا متمكنا، فلن يستطيع ان يُطرب والفرقة لا تجيد العزف، فهل سألت سموك الوزير عن عدد القضايا التي رفعها ضد المؤثرين شعبيا، والنشطاء، واصحاب الصولات والجولات في جميع الفضائيات والمدافعين الشرسين عن قضايا الوطن، والذين تشهد لهم المنابر، والمتكلمين حين صمت الجميع؟
يا سمو الرئيس:
لم يبق لكم صاحب، فبدلا من فتح الحوار واحتواء الناشطين، سياسيا واجتماعيا، اخترتم طريق رفع القضايا، وسوف يقع ضرره على الحكومة كلها حين تتسع الهوة بينها وبين الناس، فإن كنت تعلم عن تلك القضايا فتلك مصيبة، وان كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم، فهؤلاء المشكو بحقهم يحملون فكر ورأي وهموم الشارع الكويتي، ويؤثرون فيه وبتوجهاته، واطروحاتهم مقبولة ومؤثرة في الرأي العام الكويتي، فلا تخسروهم، فمن السهل تعيين عشرة وزراء يجيدون العمل الاداري، لكن التأثير بالشارع، وتوجيه الرأي العام امر صعب جدا لا يجيده الا الموهوبون، واصحاب الاختصاص فقط، والذين خسرتموهم بالفعل واحدا تلو الاخر، وإن لم تتدخل لتصحيح الاوضاع وسحب القضايا فلن تجدوا من يقف معكم، ويتبنى وجهة نظركم، فلا تصنعون من اصدقائكم اعداء فألف صديق ولا عدو واحد!
يا سمو الرئيس:
حين يشهد العالم كله لمحبة الكويتيين لقيادتهم وبلدهم، ويشهد كذلك لشراستهم بالدفاع عن قضاياهم الوطنية في كل منبر، وحكومتهم تشتكي عليهم، فصدق او لا تصدق، والله ما أنا إلاّ ناصح أمين...زين.