يا كهرباء... يا أشغال!

طلال السعيد

نصلي ونستغيث بالمعبود وليس سواه بأن يرزقنا الله الغيث الذي يحيي الارض ويسقي البلاد والعباد، فنحن بامسّ الحاجة الى المطر، ثم نفرح بنزول الغيث، لكن حكومتنا "الرشيدة" تصر على ان تخرّب فرحتنا بالغيث، وكأنها تقول لنا: لا تستغيثوا فصلاة الاستغاثة سنة وليست فرضا!
فمع اول زخة مطر تتعطل الطرق، ثم تنقطع الكهرباء! يا سمو الرئيس جميع وزرائك جزاهم الله خيرا فقد افلحوا ان هم صدقوا، فهم يقولون انهم مستعدون لموسم الامطار، وكل منهم يمدح نفسه ويمدح فريق عمله، ويؤكد استعداداته، واذ بكل تلك التصريحات العنترية تتبخر تحت المطر، فكلها لا قيمة لها على ارض الواقع، وكأن كل ما عندنا موقت، وكأنهم يقولون لنا ما كنا نقوله لاطفالنا "تكبر وتنسى"! فكل استعداداتهم هي توزيع عمال مساكين على فتحات مجاري الامطار، فيقومون بتنظيفها فقط لا غير! وما ان ينزل المطر بفضل من الله عز وجل الا واشرقت شمس الحقيقة، فالطرق تتعطل والكهرباء تنقطع!
في الصبية والعبدلي، مع اول زخة مطر انقطعت الكهرباء، وكأنه ممنوع علينا الاستمتاع بعطلة نهاية اسبوع ماطرة، نفرح بها في جو الامطار، والادهى والامرّ حين نسأل اهل شاليهات الخيران، فيقولون: ان الكهرباء لا تنقطع عندهم، مع العلم اننا ندفع ايجارا مثل إيجارهم، وندفع رسوم كهرباء مثلهم ايضا، الا ان تمديداتنا كلها موقتة، فهم علية القوم بينما نحن "تكملة عدد"!
يا سمو الرئيس، اصبح ممنوعا علينا ان نستمتع بالعطلة، وللعلم ليس هناك حل قريب، رغم مطالباتنا المستمرة الى درجة انهم لم يعودوا يستقبلون مكالماتنا، ولا يردون علينا، ولا يخبروننا بسبب العطل المزمن مع كل نهاية اسبوع!
اما بالنسبة للاشغال العتيدة فهي، مع الاسف، اخر من يعلم، فكل الطرق الخارجية مليئة بالرمال، ثم جاءها المطر فتحولت مستنقعات من الطين، ما جعل الدوريات تجبر مستخدمي الطريق على العودة، فالطريق مقطوع والاشغال تتفرج!
يا سمو الرئيس، هناك اصرار من حكومتك على ان تجعلنا لا نفرح بالمطر، بينما شعوب الخليج حولنا تفرح وتستبشر بالامطار، فلم يعد طريقنا جديدا ولا مجارينا حديدا، فعلمنا من فضلك ماذا نغني للمطر، وكم نتمنى لو اقيل مسؤول واحد بسبب الاهمال المتعمّد... زين.