الأربعاء 18 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

يا مال الجنة

Time
الأحد 12 ديسمبر 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

لله ما اعطى ولله ما أخذ، (كل من عليها فانٍ) هذه الحقيقة التي نعرفها كلنا معرفة جيدة ونعرف ان النهاية بالاجل المحتوم، ولكن في بعض الاحيان نغفل عن هذه الحقيقة وتشغلنا الدنيا عن الآخرة، ثم ما نلبث ان نصحو على فقد صديق.
فُجعت الكويت كلها بالامس القريب بخبر وفاة الشيخ دعيج خليفة الصباح هذا الانسان الطيب المحب للكويت واهلها الذي اصبح جزءا مهما من حياتنا اليومية نراه ونسمعه ونمتدحه وننتقده، ونختلف فيما بيننا على مداخلاته وتصريحاته وتغريداته واشعاره الا انه كان موجودا بيننا في كل زاوية من زوايا الكويت، صديق للجميع حتى من ينتقده او حتى يغلظ في نقده، يتقبل ما يقال عنه بصدر رحب ويسجل له انه لم يقاضِ منتقديه حتى لو خرجوا عن حدود الادب، كذلك كان ـ رحمه الله ـ ماضيا في طريقه لايلتفت نهائيا لما يقال عنه ولايثنيه ذلك عن رسالته فقد اختار الكلمة البسيطة السهلة المعبرة ليدخل بها الى قلوب الناس، وبالفعل نجح في ان يكون له اسم كبير، شاء من شاء وابى من ابى.
علاقتي بهذا الانسان الطيب قديمة جدا، فقد كان والده ـ رحمه الله ـ صديقا لي تجمعني به علاقة الكلمة المغناة وجمعية الفنانين في ذلك الوقت، رحل الى ـ رحمة الله ـ صغيرا ، فوجدت في دعيج امتدادا له يحمل الروح نفسها، والصفات نفسها والتوجه نفسه، الا ان دعيج انشط اجتماعيا فقد فاق اقرانه بالتواصل المستمر مع جميع فئات المجتمع الكويتي ورعى ـ رحمه الله ـ انشطة كثيرة ومعارض واسواقا لم يكن له فائدة شخصية من ورائها الا أنه لم يبخل يوما من الايام على من يطلبه او يلتجئ اليه او يتشرف بحضوره، كان متواجدا في الحفلات والاعراس وفي المناسبات الاجتماعية والعزاء لذلك كانت هناك جماهير غفيرة تودعه الى مثواه الاخير.
رحم الله المبتسم دائما المتسامح مع الناس المتصالح مع نفسه القريب من جميع الناس، فلم يكن بينه وبين الناس حاجز، فقد كان اول من يحضر الدعوة وآخر من يغادر، ستفتقد الكويت هذا الانسان الرائع صاحب الحضور شبه اليومي في كل مكان، فقد كان وهو حي حديث الناس، وكانت وفاته ايضا حديث الناس، اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه "يا مال الجنة يا دعيج" ...آمين

[email protected]
آخر الأخبار