يا من تدعِ الخيرية

سامي العنزي

وضعت العنوان اعلاه من فهم آية في كتاب الله تعالى؛ وهي تبين سبب غضب الله تعالى على ابليس الرجيم، ولعنه الى ابد الابدين؛ وذلك يوم ان قال: "انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين".
العنصرية التي يتحدث فيها البعض باريحية دون ان يشعر هذا انه من دعاة العنصرية، وذلك ان دل على شيء؛ انما يدل على ان هذا الانسان، او ذاك قد نشأ وتربى على ذلك، وانه يرى نفسه مميزا؛ ومن ثم يتحدث بطبيعته التربوية وباعتيادية جدا. وانه يتحدث بأمر صحيح ليوجه به الخطأ الذي يخالف تربيته، وما نشأ عليه من توجيه، وانه انسان مميز ومختلف عن غيره من البشر الاقل منه مرتبة!
العنصرية؛ هي تميز بغيض، والبعض يزرع بذوره السوداء في المجتمعات، وهذه البذور مع مرور الزمن تؤدي الى دمار المجتمعات وانتشار العداوات والعداء العرقي، والعنصري، والفكري، وايضا النسب واللون!
ان من يرى نفسه صاحب حقوق وامتيازات في مكان ما، وغيره في بلده نفسه، وجنسه لا يستحق هذه الحقوق والامتيازات، وان طال الزمن، فهذا قمة في العنصرية، وقمة في الاقتداء في سيد العنصرية الشيطان الرجيم.
كتبت هذا وذلك لتعليق احد المعلقين على قضية الجنسية والمتجنس.
يدعي هذا الانسان مع احترامي للجميع؛ ان من يحمل جنسية بصفة اصلية لا يستحق ان يدخل معمعة التصويت والترشيح لمجلس الامة، لانه طارئ على البلاد! قال ذلك بشكل او اخر حسب تعبيره، ومن قوله ايضا: انه يرفض ان يكون احدهم مسؤولا في البلد مثل ما يحصل في اميركا، وانه يرفض ان يأتي يوم، ويجد احد المسؤولين في وزارات الدولة، او في مكان ما في الدولة اصله هندي، مثلا!
ها هو العالم يعيش هذه الحالات التي ذكرتها، ويتطور ويتقدم؛ ونحن نتخلف، ونتأخر، هذا اولا.
ثانيا: هذا السيد عبّر هذا التعبير الغريب كأنه لايعلم؛ ان هناك عوائل كويتية بالتأسيس وغيرها من اصول هندية، ومن اصول ايرانية، ومن اصول صومالية، ومن اصول نيبارية وغيرها؛ بل ومن اصول انكليزية يا هذا.
نعم... فلذلك يجب ان نتحفظ في عباراتنا واقوالنا؛ فالكويت كأي بلد تكونت من جماعات؛ ولايوجد فيها من يقول انا "طرثوث" هذه الارض ولا غير! ولنعلم جميعا ان اذكى الناس من يحترم ذكاء الناس ومقاماتهم، والعكس صحيح. هذه هي الكويت، وهذه طبيعة تكوين الدول، وهذه الدول تنجح اذا تغلبت على الفوارق الاجتماعية والعنصرية، وتتهاوى وتتلاشى اذا تمادت فيها العنصرية واهلها، ومن ثم تنتهي. اسأل الله تعالى ان يحفظ الكويت واهلها اهل العطاء والخير؛ اللهم امين.

اعلامي كويتي